جنى الجومان
مرحبا بكم في منتدى جنى الجومان,,,,,,

نرجوا التسجيل والانضمام في المنتدى """"""
اذا كنت مسجل في المنتدى نرجوا ان تقوم بتسجيل الدخول
تحياتي جنى الجومان ,,,,.......
جنى الجومان
مرحبا بكم في منتدى جنى الجومان,,,,,,

نرجوا التسجيل والانضمام في المنتدى """"""
اذا كنت مسجل في المنتدى نرجوا ان تقوم بتسجيل الدخول
تحياتي جنى الجومان ,,,,.......
جنى الجومان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جنى الجومان

تفريغات معهد شيخ الإسلام العلمى للأخوات فقط
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سؤال وجواب الاربعين النووية (2)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم عبدالرحمن الخولى
لؤلؤة الاخوات
لؤلؤة الاخوات



عدد المساهمات : 3
لؤلؤة : 3
نقاط الأعجاب : 1
تاريخ التسجيل : 15/04/2013

سؤال وجواب الاربعين النووية (2) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب الاربعين النووية (2)   سؤال وجواب الاربعين النووية (2) I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 23, 2013 11:00 pm

أحسن الله اليك وجزاك الله عنا خير الجزاء ⭐
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منبر العلم و الإيمان
ادمن
ادمن
منبر العلم و الإيمان


عدد المساهمات : 76
لؤلؤة : 162
نقاط الأعجاب : 13
تاريخ التسجيل : 24/12/2012

سؤال وجواب الاربعين النووية (2) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب الاربعين النووية (2)   سؤال وجواب الاربعين النووية (2) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 16, 2013 2:52 pm

سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 2568717232 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 2568717232
قلوب قبلة قلوب قبلة شكرا لك شكرا لك ثانك يو ثانك يو سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 3477049247
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 40
لؤلؤة : 121
نقاط الأعجاب : 4
تاريخ التسجيل : 23/12/2012

سؤال وجواب الاربعين النووية (2) Empty
مُساهمةموضوع: سؤال وجواب الاربعين النووية (2)   سؤال وجواب الاربعين النووية (2) I_icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2013 8:25 pm

سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 281794_455936654453904_2002523479_n

بسم الله الرحمن الرحيم
 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 1106667350 

سؤال و جواب الاربعين النووية (2)
 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 1106667350 

عَنْ عُمَرَ t قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ r. فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r.«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثت مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟ قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».
 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 1106667350 

من هو راوى الحديث ؟

عمر بن الخطاب رضي الله عنه
 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 1106667350 
--------------------------------
--------------------------------

ماذا يستفاد من الحديث ؟
 
الفائدة الأولى
-أن من هدي النبي r مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي r .
الفائدة الثانية:
ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وألا ينزوي عنهم.
الفائدة الثالثة:
هناك فائدة لم يذكره الشيخ قبل هذه الفائدة وهي قوله: «إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ»، هنا عمر رأى هذا الداخل فلفت نظره هذا المنظر الذي جاء به فوصفه بأمرين كلاهما مدح، أمر هو مكتسب، والأمر جبلي، ماوصف به عمر رضي الله عنه الداخل:وصفه بوصفين:
الوصف الأول المكتسب: « شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، »، وهو أن هذا الطالب الذي أتى معلمًا ومتعلمًا أتى في أحسن ثوب وأحسن زي، ومن السنة لبس البياض كما قال النبي r «البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم»
الوصف الثاني الجبلي: « شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ» في رواية ابن ماجة قال شعر الرأس، فإذن أتى فيظهر رأسه، ويظهر أنه كان شديد السواد في رأسه.
ما يجب علي طالب العلم حال مخالطته للعلماء ولإخوانه :
يجب علي طالب العلم حال مخالطته للعلماء ولإخوانه أن يلبس ثيابًا نظيفةً لسنا صوفية يقولون أن المرقع أو الملابس المتسخة دلالة على الزهد نقول أبدًا إنما اختيار الثياب ولبس هذه الثياب بهذه الطريقة سنة، وذكر هذه الصفة في هذا الحديث دلالة على أنها صفة مدح ،وهذه المسألة تؤثر في نفوس من يراه.
والصفة الأخرى: « لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ»، أي مع هذا البياض الشديد وشدة سواد الشعر لا يرى عليه غبار ولا يرى على ثوبه أشياء من التي تعرض للمسافر في سفره من اتساخ الثوب وغيرها، قال: «وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ»، طبعا هنا قال لا يرى عليه أثر السفر، في رواية عند أبي يعلى قال: « لا نرى عليه أثر السفر» وكأن هذا المنظر شغل الصحابة كلهم لما دخل بهذا المنظر الأنيق نظروا إليه جميعًا.
كذلك أيضا الفائدة التي ذكرها الشيخ مجالسة النبي r لأصحابه، بعض طلبة العلم قد يظن أحيانا أن الانزواء والعزلة عن باقي إخوانه هذا هو المقصود، نقول لا إنما العزلة بقدر، والخلطة أيضا تكون بقدر كما سيبين الشيخ.
الفائدة الرابعة:
ومن فوائد الحديث أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه، فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل؛ لقول النبي r: «يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن».
وهذا الحديث رواه البخاري ورواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري، يقول يوشك أي يقترب، اقترب أن يكون خير مال الرجل، وفي رواية أبي داود «مال المسلم غنما» وهنا قال « غنم يتبع بها شعف الجبال»، وشعف الجبال- أي أعلى الجبال، ومواقع القطر: أي المطر.
لماذا يفعل ذلك؟ قال« يفر بدينه من الفتن».فالمسلم مطالب أن يفر من الفتن ولا يواجه هذه الفتن ، مغترًا بقوة إيمانه، فإن الفتن خطافة.
الفائدة الخامسة:
ومن فوائد هذا الحديث:أن الملائكة - عليهم الصلاة والسلام - يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛ لأن جبريل - عليه الصلاة والسلام- طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر، شديد بياض الثياب، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه من الصحابة أحد.
فائدة مهمة
وهو أن الذي أخبرهم أن هذا جبريل، الوحي المعصوم النبي r قال: هذا جبريل، فبعض الناس قد يقول أنه تأتيه الملائكة، نقول ما الدليل؟ فلو أن شخصا أتاك قال لك أنا جبريل وأتيتك الآن أسلم عليك، تصدق أم لا، ليس عندنا برهان ولا دليل، ولذلك هذا مسلك خطير جدا أن الناس يأخذوا هذا الحديث فيقولون أنه يجوز أن تتصور الملائكة أو يتصور الجن في صورة آدمي كما في بعض الأحاديث يقول يخرج فيكلمني ويفعل كذا واستعين به في كذا وكذا، نقول من الذي أدراك أن هذا ملك، يذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى: (في تلبيس إبليس على المتعبدين في قصة الحارث الكذاب قال وكان يخرج بأصحابه إلى دير المِران فيريهم أشخاص بيض على خيول فيقول هذه هي الملائكة، )من الذي أدرانا، نحتاج إلى وحي حتى يقول أن الذي أتاك هو ملك حتى نتيقن من هذه المسألة، فدع عنك، كل ما يقوله الصوفية الذين يغالون في هذه القضية، فانتبه،لأن بعض من انتسب أو من ينسب إلى العلمقال كنا جالسين مرة في مكة واختلفنا في مسألة فأتانا شخص فقال يا مشايخ انتبهوا إلى الاسم المُعرَّف في قوله ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [الزخرف: 84]. قال انظر إلى الاسم المُعرَّف لتحل لكم القضية، قال فوجدنا الحل فلما انصرف طلبناه فلم نجده فيقول هذا الشيخ يقول فظننت أنه ملك، من الذي أخبرك المسألة تحتاج إلى وحي يخبرنا أن هذا هو ملك.
الفائدة السادسة:
حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل - عليه الصلاة والسلام – أمام النبي r هذه الجلسة.
هنا نأخذ فائدة كلمة (أمام النبي) فلا ينبغي أن يجلس الطالب بجوار المعلم أو خلفه ليكون الإقبال بينك وبين المعلم على جهة الإقبال المطلوب.
قال: (هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه)، الجلسات أنه لا يجلس مستندًا إلى شيء في غير اتجاه المعلم، بعض أهل العلم يذكرون أنه ينبغي أن يغطي رجليه أيضًا بثوبه إذا جلس .
قال: (والاستعداد لما يلقى إليه، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ،) هنا أسند ركبتيه إلى ركبتيه – أي ركبة جبريل u إلى ركبة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا فيه الإقبال على العالم، والقرب منه عند المحادثة لئلا يحتاج إلى رفع صوت وإلى إزعاج فيقترب منه ويضع رجله إلى ركبتيه إلى ركبتيه، ولذلك يقول أهل العلم قاعدة: «أن من احتَرم احُترم، ومن أقبَل أُقبل عليه ولا يستفيد طالب العلم من المعلم بمثل الأدب»، أحفظوا هذه بمثل الأدب.
قال: (وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ) هنا اختلف أهل العلم، ووضع كفيه على فخذيه بعض أهل العلم قالوا أن هذه الضمائر تعود إلى جبريل u أي ووضع كفى نفسه على فخذي نفسه، وبعضهم قال ووضعه كفيه على ركبتيه أي وضع جبريل كفيه على ركبتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا التأويل الثاني وهو وضع كفيه على ركبتيه يسانده الحديث الصحيح الذي عند النسائي، قال وفيه وضع يده على ركبتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فظهر المراد، يبقى إذن الأقرب أن جبريل وضع يده على ركبتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
قال بعض أهل العلم: أن هذا فيه حسن أو فيه ؟؟؟ الدلال بينه وبين النبي r وبعضهم: قال أنه فعل ذلك للتعمية وهذه كانت عادة الأعراب أنهم يفعلون مثل ذلك. فعلى كُل الأقرب ما رواه النسائي بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن عمر t قال: (وضعه يده على ركبتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم).
الفائدة السابعة:
جواز دعاء النبي r باسمه، لقوله: «يا محمد». وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي: قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضً﴾ [النور: 63]
في الآية تفسيرات (الأول):هذا نهي من الله U قال ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ أي عليكم أن تبجلوه، وأن تسودوه وأن تحترموه الاحترام الكامل فلا ينادي أحدكم عليه بمثل ما ينادي على أخيه يعني لا يقال له يا محمد r ولا يقال يا أبا القاسم إنما يناديه بـ يا رسول الله، يا أيها النبي كما ناداه الله U في كتابه.
التفسير الثاني: التفسير الثاني للآية ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضً﴾ أي لا تظنوا أن دعاء النبي على أحد منكم كدعاء أحدكم على أخيه فإن دعاء النبي مستجاب وأما أنتم فلستم كالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على التفسير الذي معنا.
قال: يحتمل أنه قبل النهي – أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك على أحد التفسيرين كما بينا (ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى رسول الله r فينادونه باسمه: يا محمد. وهذا أقرب؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ).
في الحقيقة هناك احتمال ثالث: وهو ما راودني وقرأته لبعض أهل العلم وهو لا تجعلوا – أي أنتم أيها البشر أما هذا النهي ليس مراد منه الملائكة.
فيكون عندنا ثلاث إجابات عن قوله يا محمد:
الأمر الأول: أن هذا قبل النهي، وهذا قد يكون بعيدًا لأننا نعلم ما هو تاريخ النهي حتى نعلم الناسخ من المنسوخ.
الأمر الثاني: أنه على عادة الأعراب وقد جاء جبريل u في هذه الهيئة متخفيًا حتى لا يعرفه الصحابة في بادئ الأمر.
الأمر الثالث: أن هذا مختص ببني آدم وليس مختصا بالملائكة، وهو أقرب إلى نفسي.
الفائدة الثامنة:
جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب؛ لقوله في الحديث «صدقت» ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم.
إذن من الممكن أن يكون عندك فائدة وأنا مررت على هذه الفائدة فلم أذكرها فتقول طيب يا شيخ أليس كذا كذا، فانتبه أنا أن هذه الفائدة قد فاتت وأنت تعرفها فيتعلم الغير بذكر الفائدة فيكون الجميع قد تعلموا بسببك أنت فتؤجر بهذه الفائدة، أما سؤال المتعنت الذي يريد أن يثبت أنه، عنده عضلات مفتولة في العلم يأتي يسأل أسئلة محيرة لشيخه يقول سألته في عشر مسائل ولم يجيبني عن واحدة، وكأن المشايخ يعرفون كل شيء هذا كلام باطل ولذلك السلف كانوا يقولون: من فاته أو «من أخطأ لا أدري أصيبت مقاتله»، سئلنا ألف مسألة فعلى كم نجيب كي تصير شيخًا ليس هناك نسبة قد تكون عالم فعلا وقد تكون في كلها ،( لا أدري)، وهذا عبد الله بن عمر t سئل عن مسألة فقال لا أدري، فقال له السائل أنت صاحب رسول الله وتسأل عن مسألة وتقول لا أدري، فأقبل إلى نفسه ، وقال سئل أبو عبد الرحمن عما لا يعلم فقال لا أعلم، لابد أن أنت تشجع نفسك على هذه المسألة، لأن طبعا النفس تحتاج إلى ؟؟؟ فالخوف من أن يُقال جاهل، أو لم يدرس المسألة، أولا يعلم هذا الباب من الفقه، ليس هناك مشكلة أبدا إنما المشكلة أنك تقول على الله U ما لا تعلم فإن القول على الله بغير علم أشد جرما من الإشراك بالله ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. إياك، إياك، ولذلك هذا الترتيب.
كما يقول ابن القيم : (بدأ بأسهلها وثنا بأشدها وثلث بأغلظها، ثم ربع بهذه التي تدمر الإنسان) فإياك قل لا أدري وبكل فخر قول الله ورسوله أعلم فهذا كان ديدن السلف، وهذا ركن ركين من مدرسة أصحاب الحديث، أو فقه أهل الحديث، أهل الحديث لهم مدرسة خاصة بهم من أحد عمدها قولهم لا أدري، فإياك أن تخطئ لا أدري، يقول بعض الناس أنا شيخ والتحيت وإذا سئلت لن أستطيع الإجابة، إذًا لن ألتحي الآن، نقول له يا عم الشيخ اتق الله ،هل الصحابة كانوا يعلمون كل شيء، لا أبدا، فإياك إياك من هذا الظن السيئ أو أن تظن في غيرك أنه إذا قال لا أدري أنه لا علم عنده أبدًا، إنما قد تكون مسألة مشتبهة على العالم يحتاج فيها إلى أن يراجع أحد الأدلة .
الفائدة التاسعة:
ومن فوائد: أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب؛ لقول النبي r: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم». مع أن المعلم هو الرسول - عليه الصلاة والسلام - لكن لمّا كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول -عليه الصلاة والسلام - هو المعلم، قال يعلمكم.
الفائدة العاشرة:
بيان أن الإسلام له خمسة أركان؛ لأن النبي r أجاب بذلك وقال: «الإسلام أن تشهد إلى آخر ما ذكره».
الفائدة الحادية عشر:
أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله . عض على هذه الفائدة بالنواجذ كلمة شهد( أي أقر بلسانه عن علم ويقين بقلبه) إذن كلمة شهد اعتقاد وعمل، اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان، فلابد أن تشهد أي:أن تعلم وتتيقن أنه لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن تقر بلسانك بذلك، ولذلك يقول أهل العلم: أن من شروط الحكم عن الرجل بالإسلام أن ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته، يعني لو واحد أتى فعلم وتيقن أن هذا الدين هو دين الحق، وأن الله تصرف إليه العبادة وحده، فلم ينطق الكلمة، هل نقول هذا مؤمن أو هذا مسلم، الجواب: لا وإلا أبو طالب كان يقول: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا ومع ذلك لم يدخله ذلك الإسلام بل كان النبي r يقول له «يا عم كلمة أحاج لك بها عند الله U».
فالشرع مبني على أشياء منها أنه لابد من النطق بالشهادة مع علم القلب ويقينه إذا لم يكن هناك علم للقلب ويقين ونطق الإنسان هذه الكلمة عصم دمه وماله في أحكام الدنيا الظاهرة، ولكن لم يكن مؤمنا عند الله U إنما كان منافقا كحال المنافقين نطقوا بالكلمة لعصمة الدماء والأموال وهم عند الله في الدرك الأسفل من النار وهم كفرة والعياذ بالله،.
يبقى قال: لابد أن تشهد أي أن تعلم بقلبك وتتيقن وأن تقر بلسانك أن لا إله إلا الله فمعنى: (لا إله إلا الله أي لا معبود حقا إلا الله فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل، لقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]. ففي بعض روايات الحديث قال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله» في روية أخرى عند مسلم من حديث أبي هريرة قال: «ما الإسلام؟ قال أن تعبد الله لا تشرك به شيئا» إذن تفسير لا إله إلا الله هي أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وكلمة شيئا نكرة في سياق النهي فتعم أي لا تشرك به لا ملك مقربا، ولا نبي مرسلا، ولا حجرا، ولا شجر، ولا غير ذلك.
الفائدة الثانية عشر:
ومن فوائد هذا الحديث: أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي، ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ.
لابد من تمام المعرفة بالنبي r قراءة التاريخ، ولكن قراءة المحب .
الفائدة الثالثة عشر:
أن رسول الله r جمع شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله في ركن واحد؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين: الإخلاص لله: وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله.
والمتابعة لرسول الله r: وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله؛ ولهذا جعلهما النبي r ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال: بني الإسلام على خمس، فذكر الشهادة، .
الفائدة الرابعة عشر:
أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة، وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريع، ولها -أي: لإقامة الصلاة – إقامة واجبة، وإقامة كاملة، فالواجبة: أن يقتصر على أقل ما يجب فيها، والكاملة: أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء، ولذلك قالوا إقامة الصلاة أما بدوامها والمحافظة عليها وإما بإتمامها على وجهها.
قال: (وإيتاء الزكاة، أي إعطاؤها إلى مستحقيها، وصوم رمضان: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال،
وأما حج البيت: هو القصد) الحج لغة: بمعنى القصد، شرعًا:قصد مخصوص لأداء القرب ومنها حج البيت أو قصد البيت على جهة التقرب والطاعة.
قال: (وقيد بالاستطاعة؛ لأن الغالب فيه المشقة، وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]، ومن القواعد المقررة عند العلماء: أنه لا واجب مع عجز، ولا محرم مع الضرورة).
أي إذا كان هناك أمر واجب والإنسان عجز عنه فأقول أن هذا العجز يسقط عنه به هذا الواجب لا يكون واجبا عنه ، مثلا القيام في الصلاة وركن، فإذا لم يستطع القيام نقول أنه لم يكن واجبا على هذا الشخص غير المستطيع لأن العجز لا يوصف صاحبه لا بإيجاب شيء عليه ولا باستحباب شيء عليه.
قال: (ولا محرم مع الضرورة ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [الأنعام: 119]. فمع الضرورة...............
الفائدة الخامسة عشر:
وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد r بالصدق، لأنه قال أنه كان يسأله، قال أخبرني ثم يقول صدقت فقوله أخبرني فيه فائدة أن النبي r إنما يتكلم بالخبر، وعن طريق الوحي وقوله صدقت أنه هو الصادق r المصدوق بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وآله وسلم.
الفائدة السادسة عشر:
أن الإيمان يتضمن ستة أمور: وهي كما ذكرها: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره.
الفائدة السابعة عشر:
التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعا، فإنه يقصر الإسلام بأعمال الجوارح، والإيمان بأعمال القلوب)،هذا من ناحية أن الإسلام يقولون هو عمل ظاهر، والإيمان هو عمل الباطن إذا اجتمعا، وإذا افترقا صار كل منهم يشتمل على معنى الآخر أيضًا.
ولكن هنا فائدة في الحديثة مهمة في قوله شهد، أن شهد كما ذكرنا أنها اعتقاد وقول عمل، يبقى إذن الإسلام لا يصح من العبد إلا إذا كان معه قدر مجزئ من الإيمان، شهد – أي اعتقد فأقر فهذا جزء من الإيمان، فالمسلم لابد أن يكون معه قدر مجزئ من الإيمان وإلا إذا لم يكن معه كان منافقا ، نطق بالكلمة ظاهرا وليس عنده الباطن.
والأقرب إلى أن التقسيمة التي معنا في الحديث: هي أن الإسلام ذكر الأشياء التي يدخل بها الإنسان الإسلام وهي الشهادة مع وجود القدر المجزئ من الإيمان، ويكون الإيمان المذكور في الحديث هو الإيمان الكامل كمال وجوب أو كمال استحباب، ويكون الإحسان هو أعلى درجة منهما، ولذلك العلماء يقولون أن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا، أي ليس كل مسلم مؤمن، ليس كل مسلم قد حصل الإيمان الواجب أو المستحب إنما لابد في الإسلام أن يكون معه قدر مجزئ من الإيمان.
الفائدة الثامنة عشر:
أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها؛ ولهذا قدمه النبي r فقال: «أن تؤمن بالله».
والإيمان بالله يتضمن: الإيمان بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته، ليس هو الإيمان بمجرد وجوده، بل لابد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة: أن تؤمن بوجود الله، وإن تؤمن بربوبيته، أنه هو والخالق والرازق والمحي والمميت، والذي يدبر الأمر والذي له الملك والملك، وأنه السيد الذي يشرع الذي له حق الأمر والنهي، وكذلك وألوهيته، أن العبادة لا تصرف إلا له سبحانه وتعالى ولا يشرك معه أحدا وأن تؤمن بأسمائه وصفاته.
الفائدة التاسعة عشر:
إثبات الملائكة، والملائكة: عالم غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القرآن، ووصفهم النبي r في السنة، وكيفية الإيمان بهم أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم، ومن لم يعين بأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا).
أي نقول أن لله ملائكة من ذكر اسمه صار الإيمان بهم هنا على التفصيل واجبًا في حق هذا الشخص، ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ﴾ [البقرة: 285]، فهنا إجمال نقول آمنا أن هناك ملائكة لله U، فإذا أتانا ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ [البقرة: 98]. علمنا أن هناك ملك يسمى جبريل، وملك يسمى فيجب هنا الإيمان على التفصيل والتعيين.
قال: (ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقومون بها ما علمنا منها، ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها) يعني وصف مثلا جبريل بأنه شديد القوى، فنؤمن أنه كذلك وأتى في السنة أن له ستمائة جناح فنؤمن بذلك أيضًا.
قال: (وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم، وأن نحبهم؛ لأنهم عباد الله قائمون بأمره، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ولَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: 19،20]، ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ يعني لا يستنكفون عن عبادته، ﴿ولَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ يعني لا يتعبون ولا يملون، الاستحسار : التراجع، فلا يستحسرون يعني لا يتعبون ولا يملون، ولذلك قال ﴿لَا يَفْتُرُونَ﴾.
الفائدة العشرون:
وجوب الإيمان بالكتب قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ﴾ [الحديد: 25].
فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله، نؤمن أيضًا إجمالا بالكتب، ونؤمن تفصيلا للكتب التي ذكرت عندنا، الكت(مثل القرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور الذي أنزل على داود ﴿وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا﴾[النساء: 163] والصحف التي أنزلت على إبراهيم، والصحف التي أنزلت على موسى)، بعض أهل العلم يقولون الصحف التي على موسى هي التوراة، وبعضهم يقول غيرها فأيا كان فهذه الستة ينبغي الإيمان بها على التفصيل.
قال: (أما تفصيلا الكتب السابقة جرى عليها التحريف، والتبديل والتغيير، فلم يمكن للإنسان أن يميز الحق منها من الباطل، وعل هذا فنقول: نؤمن بما أنزل الله من الكتب على سبيل الإجمال، وأما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حُرّف وبُدّل وغُيّر، هذا بالنسبة للإيمان بالكتب. أما العمل بها فإن القرآن لما نزل كان ناسخا لكل الكتب السابقة عليه
الفائدة الحادية والعشرون:
وجوب الإيمان بالرسل - عليهم الصلاة والسلام- فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق، صادق فيما أخبر، صادق بما أمر، نؤمن بهم إجمالا، وتفصيلا، إجمالا ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر: 78].فهناك قصص لم تقصص علينا، وتفصيلا كل من ذكر اسمه في القرآن نؤمن به كذكر الخمسة الذين هم من أولي العزم من الرسل كما في قوله ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ [الأحزاب: 7] ومنك: أي من النبي r،
الفائدة الثانية والعشرون:
قال الإيمان باليوم الآخر، واليوم الآخر: هو يوم القيامة، وسمي آخرا؛ لأنه آخر المطاف للبشر
فإن للبشر أربعة دور:
الدار الأولى: بطن أمه.
والدار الثانية: هذه الدنيا.
والدار الثالثة: البرزخ.
والدار الرابعة: اليوم الآخر، ولا دار بعده، فإما إلى جنة، وإما إلى نار.
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-«كل ما أخبر به النبي r مما يكون بعد الموت، فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه)، قوله من ربك؟ من كنت تعبد هكذا ورد التصريح بها في حديث عند أبي داود في كتاب البعث، قال من كنت تعبد، فالسؤال هنا عن الإلهية الربوبية تستلزم الإلهية، والإلهية تستلزم الربوبية أيضا وتتضمن الأسماء والصفات، فإذن من ربك: أي من كنت تعبد،وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب».
الفائدة الثالثة والعشرون:
وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره فالإيمان بالقدر على أربع مراتب، أو أربع نقاط:
مراتب الإيمان بالقدر.
الأول: أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلا وأبدا، أي أن الله علمه لم يسبق بجهل، ولا يتبعه نسيان، فالله هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء.
الثاني: أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، إذن علم الله U كل شيء فخلق القلم وقال له أكتب فكتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
الثالث: أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله لا يخرج شيء عن مشيئته، أي مشيئة الله النافذة، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: 30].
الرابع: أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء، فكل شيء مخلوق لله U سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر، وإخراج النبات، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات، فإن فعل المخلوقات من خلق الله U، لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة، أنت الآن تفعل شيء تكتب الآن مثلا هذه الكتابة تحتاج إلى أمرين حتى توجد هذه الكتابة، الإرادة، والقدرة، فالله خلق الإرادة، وخلق القدرة فكان الفعل الذي فعلته وهو الكتابة فالكتابة أيضا مخلوقة لله U، مثال توضيحي:، إنسان تزوج الأب مخلوق ،والأم مخلوق فإذا أنجب ولدا الولد هو مخلوق كذلك، هل يستطيع الولد أن يقول أن هذا من فعلي وليس من فعل الله، لا نستطيع قول ذلك،إنما نقول هذا خلق الله U نعم أنت كنت سببا أعطاك الله القدرة، وأعطاك الإرادة فأوجد هذا الولد فهو مخلوق أيضا لله U.
(والعبد وصفاته مخلوقة لله U، فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى.
ولقد قدر الله U ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، وهذا ثابت في حديث عبد الله بن عمرو ابن......
فما قدر على الإنسان لم يكن ليخطئه، وما لم يقدر له لم يكن ليصيبه، هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله r ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا، وأن نؤمن بالقدر خيره وشره، .
هل في قدر الله شر؟ نقول أن القدر يطلق على معنيين، المعنى الأول: هو فعل الله U الذي هو التقدير، والمعنى الثاني: يطلق على المقدور- أي الشيء الواقع على العبد،ففعل الله U كله خير كما قال النبي r «والشر ليس إليك» أي لا ينسب إليه شر، وقال تعالى: ﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ﴾ [آل عمران: 26]. فالله U بيده الخير ولا ينسب إليه الشر – أي إلى فعله، إنما المقدور الواقع على العبد هو من الشر لأنه قد لا يلائمه إنسان أصيب بمرض هذا المرض شر ولا خير لهذا الإنسان، شر لأنه واقع عليه ويؤلمه هذا معنى الشر، إنما لما وراءه من الخير الذي قدر الله أن يكون منه زوال الذنوب والمعاصي، منه رفع الدرجات كما قال النبي r «ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة» فساعتها يعلم أن تقدير U له خير وإن كان هذا الأمر مؤلما بالنسبة له، إذا الشر بالإضافة إلى العامل إنما إلى فعل الله U كل فعل الله خير.
الفائدة الرابعة والعشرون:
بيان الإحسان: وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه، فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية أن يعبد الله عبادة خوف، وهرب من عذابه؛ ولذلك قال النبي r «فإن لم تكن تراه فإنه يراك». أي: فإن لم تعبده كأنك تراك فإنه يراك) هنا أن تعبد الله كأنك تراه، هذه عبادة، كما يقول عنها بعض أهل العلم يقولون هذه مرتبة المشاهدة، والمشاهدة هنا ليست بمعنى مشاهدة ذات الرب إنما مشاهدة آثار أسماء الله U،أن يعلم أن الله U سميع، فإذا تكلم بكلمة علم أن الله يسمعه هنا ، يشاهد أثر الصفة وهو أن الله مطلع عليه بسماع كلامه أو برؤيته، .
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها»، أما الساعة فلا يعلم أحد متى تكون إلا الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي﴾ [الأعراف: 187]. وإنما من أدوات الحصر – أي علمها عند ربي لا عند غيره، ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ سبحانه وتعالى.
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها»الإمارات الدلائل والعلامات كما قال تعالى: ﴿فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ [محمد: 18]. أشراطها:علامتها ، جمع شرط بفتح الشين والراء، شَرَط.
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا»، أن تلد الأَمَةُ ربتها- بمعنى سيدتها ومالكتها أي أن البنت التي هي ابنة لهذه الأَمَةُ تكون هي السيدة، وتكون هي المالكة لأمها وهذا فيه إخبار من النبي r بأن هذا سيكثر حينما يوجد الإماء ويوجد الرقيق فكان الأمراء والملوك يتزوجون من الإماء فإذا تزوج الحر من الآمة فولدت بنتا هذه البنت تابعة للحرية لأبيها فتكون البنت حرة ومالكة أيضا لمال أبيها فتكون مالكة لأمها وتسمى أمها أم ولد في هذه الحالة، في بعض الروايات قال: «أن تلد الأَمَةُ ربها» وربها هنا بمعنى أيضا سيدها ومالكها وله نفس التأويل الذي مضى، في بعض الراويات قال «أن تلد الأَمَةُ بعلها» البعل في اللغة:أصله السيد المالك كما في قوله تعالى: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ [الصافات: 125]. أي أتدعون ربا، فيكون أن تلد الأَمَةُ بعلها – أي ربها أي مالكها وسيدها ويكون التأويل كما ذكرناها، والبعل أيضا يطلق على الزوج وهذا تأويل حسنه النووي رحمه الله قال: يكثر بيعهن أيضا بيع الإماء بعد ما تلد وهذا من فساد الأحوال فتدور هذه الأمة مرة أخرى على أناس كثيرين قد تقع في يد ابنها فيشتريها ويتزوجها على أساس أنها زوجة وليست هي أمه، هذا تأويل ولكن يعني الأولى، أن نحمل هذه الثلاث روايات على معنى واحد وهو المالك والسيد لها، فالبعل هو المالك أو السيد فيكون بمعنى أيضا ربها كما في هذه الروايات.
قال: «وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ» العالة :بمعنى الفقراء.
«رِعَاءَ الشَّاءِ» - يقال لهم أيضا الرعاء وهم أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا، قال: «رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ» هذه من أمارات الساعة، أي علامتها، الأمارة عمومًا إذا ذكرت لا تقتضي مدحا ولا ذما إنما بعض الأمارات يكون فيه ذم، وبعضها يكون فيه مدحا، بما فيه ذم كهذه الأمارة التي معنا «وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ» هذه أشياء من الأشياء المذمومة، والأشياء الممدوحة كقول النبي r في حديث البخاري حديث عوف بن مالك أعدد ستا بين يدي، ذكر منها قال: «موتي ثم فتح بيت المقدس» فذكر أن فتح بيت المقدس من علامات ممدوح، إذن ذكر الأمارة أن نقول هذه أمارة من أمارات الساعة لا تقتضي مدح لها ولا ذما إلا بدليل آخر يدل عليها، في بعض روايات هذا الحديث قال: «وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم ملوك الناس» ( صم بكم) لا يستفيدون بسمعهم ولا يتكلمون كلاما حسنا، صم بكم عمي في قلوبهم أيضا يسيرون هم ملوك الناس.
قال: ثُمَّ انْطَلَقَ – أي جبريل u- قال فَلَبِثَ مَلِيَّاً، من الذي يتكلم؟ سيدنا عمر t، مليا :أي وقتا طويلا، في رواية أبي داود وعند ابن ماجة أن النبي r أخبره بعد ثلاثة أيام قال: «فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ»، وهذا من الأدب الجم أن ينسب العلم إلى عالمه، وأن الإنسان إذا لم يعلم قال الله ورسوله أعلم وهذا في الأمور الأخروية أما الأمور الدنيوية فبعد موت النبي r فنقول الله أعلم ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ» في رواية أبي هريرة عند مسلم أن النبي r قال: ردوا علي الرجل فأخذ ليردوه فلم يردوا شيء أو فلم يروا شيء فقال الرسول r: «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم» الجمع ما بين الروايتين أن قال لهم ردوا علي وبعدين قال لهم أن هذا جبريل، أن عمر جلس إلى أن مشى جبريل فمشى عمر فالنبي r قال للصحابة الباقين وكان منهم أبو هريرة ردوه علي فلم يروا شيئا ثم أخبر عمر بعد ثلاثة أيام، وفيها طبعا أن النبي r ذكر لهم أو أخبرهم من السائل حتى تقع هذه المسائل موقعا مهما عندهم.
هذا الحديث غاية في الأهمية نصحنا بعض المشايخ أن نعمل مع هذا الحديث فهرس إن أنت ترجع البيت تكتب الدين فوق لأن النبي r قال أتاكم يعلمكم دينكم، فهذا هو الدين ،أنت تسأل في قبرك ما دينك عن هذه الثلاثة، تسأل عن الإسلام، وتسأل عن الإيمان، فأنا أقول لك أكتب الفهرس هذا في البيت وكلما حضرت درسا في هذا المعهد المبارك إن شاء الله تبارك وتعالى مثلا أنتم تدرسون الآن الطهارة قل الطهارة شرط من شروط الصلاة وتقيم الصلاة ،لما تنتهي من الصلاة قل وتؤتي الزكاة إذا تعلم هذه المسائل نظريا وأعمل بها وأدعو إليها فأكون بذلك بفضل الله ناجيا من الناجين.
 سؤال وجواب الاربعين النووية (2) 1106667350 

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
جنى الجومان



 لؤلؤة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ganaelgoman.yoo7.com
 
سؤال وجواب الاربعين النووية (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال وجواب الاربعين النووية (25)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (1)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (13)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (21)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (22)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جنى الجومان  :: معهد شيخ الاسلام العلمى الفرقة التمهيدية :: كتاب الاربعين النووية-
انتقل الى: