سؤال وجواب الأدب المفرد 1436 - 1437 ( متجدد بإذن الله )

سؤال وجواب الأدب المفرد 1436 - 1437 ( متجدد بإذن الله ) Ooy11

سؤال وجواب صحيح الأدب المفرد (1)

نجمة بزيل

س1. ما معنى الادب فى اللغة؟

اسم مأخوذ من مادة (أدب ) والتى تعنى تجميع الناس إلى الطعام والآدب هو الداعى لذلك ؛
ومن هذا القياس أيضا الأدب لأنه مجمع على استحسانه
( أى أن هناك إجماع على استحسان الأدب وليس فيه خلاف )
وقال ابن منظور : سمى أدباً لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح
وقال أيضاً أصل الأدب الدعاء ومنه قيل للصنيع يدعى إليه الناس مدعاة ومأدبة
فيونكة

س2. ما معنى الأدب فى الاصطلاح؟

الادب هو استعمال ما يحمد قولا وعملا وبتعبير آخر الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف على المستحسن

فيونكة

س3.اذكر أقوال العلماء المختلفة فى تعريف الأدب اصطلاحا ؟

1.قيل : هو عبارة عن معرفة كل ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ
2.قال المناوى :الأدب هو رياضة النفوس ومحاسن الأخلاق
3.قال ابن القيم رحمه الله : وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل و لهذا كان الأدب استخراج
لما فى الطبيعة من الكمال فى القول والفعل ( اى أن الإنسان إذا تكلم بالأدب لابد أن يظهر ذلك
فى سلوكه والأدب إذا ظهر فى السلوك هذا دليل علىأدب الباطن وصلاح القلب ؛
وإن ظهر قلة الأدب فى الظاهر هذا دليل على فساد الباطن وفساد القلب )
4.وقيل : هو الكلام الجميل الذى يترك أثرا قويا فى نفس سامعه أو قارئه يحمله
على إستعادته والاستزادة منه والميل إلى محاكاته .
5.وقيل : هو الأخذ بمكارم الأخلاق وبعبارة أخرى الوقوف مع المستحسنات
(أى ما يحمد قولا وفعلا مثل تعظيم من فوقك والرفق بمن هو دونك لذلك قال صلى الله عليه وسلم
: " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا ولا يعطى عالمنا حقه "
6. وقال ابن القيم : علم الأدب هو علم إصلاح اللسان والخطاب وإصابة مواقعه وتحسين ألفاظه
عن الخطأ والخلل وهو شعبة من الأدب العام
فيونكة

س4. هل هناك علاقة بين الأدب والتأديب والتأدب؟

نعم هناك علاقة فيتفرع التأديب والتأدب من الأدب
فالتأدب : معناه التصرف اللائق الذى يتفق مع المروءة؛
على سبيل المثال: لو أن رجلا يأكل فى الشارع فهل هذا من الأدب أم لا ؟ سيُنظر هل الأكل فى الشارع
من خوارم المروءة أم لا ، فقضية خوارم المروءة تختلف بإختلاف الزمان والمكان،
فمن الممكن أن يشتهر بين الناس أن الطعام والشراب فى الشوارع والطرقات ليس من خوارم المروءة
، فلو أكل أو شرب فهذا لا يُناقض الأدب ولا المروءة، أما إن الأكل أو الشرب فى الشوارع
أو الطرقات من خوارم المروءة فهذا دليل على قلة الأدب.
أما التأديب : فهو تعليم فضيلة من الفضائل ومعاقبة من يخالف ذلك على إسائته ، ولم يقل يعلمه علما ينتفع به
لأن ليس كل متعلم مؤدب ، من الممكن أن يكون جراباً يحمل علماً كثيراً وقليل الأدب بدليل أنه يتطاول
على العلماء مثلا فتجد شابا فى بداية طلبه ويتعلم قضية من القضايا ويقول أخطا فيها مالك وهذا قول شاذ للحنفيه .
فيونكة

س5. لماذا سُميت المعاقبة تأديباً؟

لأنها تدعو إلى حقيقة الأدب، فكون المُربى يؤدب من يُربيه فهذا لمصلحته هو وليس لمصلحة المُؤدب.

فيونكة

س6. ما أنواع الأدب ؟

قال ابن القيم الأدب ثلاثة أنواع :
1. أدب مع الله عز وجل
2. أدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم
3. أدب مع خلقه
فيونكة

س7. ما هى أنواع الأدب مع الله عز وجل ؟

على ثلاثة أنواع :-
• إحداها : صيانة معاملته أن يشوبها نقيصة
( أى لا تأتى حراما أو تأتى ذنوب ومعاصى فكل هذه نقائص وأعظم هذه الذنوب على الإطلاق الشرك )
• الثانية : صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره ( أى فى العمل فمن إلتفت إلى غير الله بقلبه وكله الله إلى هذا الشئ ،
أما من تعلق بالله عز وجل وجعله همه فى كل شؤنه كفاه الله كل همومه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته ) .
• الثالثة : صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه ( أى أن الله عز وجل يمقت على العبد أشياء فيجب على العبد أن تصون نفسه
من أن يسخطه الله ولو سخط عليه الساخطون ، فمن أسخط الله فى رضا الناس سخط عليه الله وأسخط عليه الناس
ومن ارضى الله فى سخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ) .
فيونكة

س8. دلل على أدب النبى صلى الله علي وسلم مع الله عز وجل بمثال ؟

قوله الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم حين أراه {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}[سورة النجم -17]؛
نزلت هذه الآية فى رحلة الإسراء والمعراج ، يصدرالعلماء باب أدب النبى صلى الله عليه وسلم مع ربه بهذه الآية ، فما وجه الأدب فى هذه الأية ؟
أى أن النبى صلى الله عليه وسلم ما التفت يمنة ويسرة، وهذا من الأدب إذا خاطبك مُخاطب لابد أن تتوجه إليه،
وإذا خاطب مُخاطب الناس لابد أن يلتفت إليهم لا يلتفت عنهم يمنة ولا يسرة فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا كلم أحد
توجه إليه بكُليِّته

فيونكة

س9. دلل بمثال على أدب عيسى عليه السلام مع ربه عز وجل ؟

فى آيات نهاية سورة المائدة حين قال لربه:
{... إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب}[المائدة:116]
ولم يقل لم أقل وهذا أسلوب فيه نوع من الإعتراض مع نوع من العزة أو نوع من سوء الأدب مع المُخاطب ،
فمن تمام الأدب إذا إتهمك أحد تقول ( إن كنت قلته فقد علمته) ولله المثل الأعلى.

فيونكة

س10.دلل بمثال على أدب الخليل إبراهيم عليه السلام مع ربه ؟

فى قوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [سورة الشعراء 78-79-80]
ولم يقل وإذا أمرَضنى بالرغم أن الذى يبتلى بالمرض هو الله ومع ذلك نَسب المرض إلى نفسه
ولو أنه قال أن الله هو الذى أمرضنى ليس فيه سوء أدب ولكن كمال الأدب أن يقول وإذا مرضت.
فيونكة

س11.دلل بمثال على كمال أدب سيدنا الخضر مع الله عز وجل ؟

انظر إلى كلام الخضر عن السفينة قال: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا }[الكهف:79]ولما تكلم عن الغلامين
قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّك}[الكهف:82]
فلما تكلم عن العيب نسبه إلى نفسه ( فأردتُ ) مع أن الله عز وجل هو الذى أمره وهذا فيه أدب مع الله عز وجل ،
ولما تكلم عن الله عز وجل من صفاته أنه هو الذى يحيى ويميت وهو الذى جعل هذين الغلامين يصلا إلى سن الرشد
( فأراد ربك ) فنسب المشيئة إلى الله عز وجل وما قال فانتظرت حتى يبلغا أشدهما.

فيونكة

س12.دلل بالأمثلة على أدب سيدنا موسى وسيدنا عيسى مع الله ؟

قول موسى عليه السلام { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير}[القصص:24]
ولم يقل يا رب إنى جائع فأطعمنى.
قول يوسف عليه السلام {... وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ }[يوسف:100]
فلماذا لم يقل اخرجنى من الجب والسجن ؟ لأنه تأدب فى الألفاظ حتى لا يُذِكر إخوته بما فعلوه معه فيقعوا فى حرج،
وقال (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) ولم يقل وكنتم فقراء ، ثم قال (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي )

فيونكة

س13. ما هى الثلاثة أشياء التى لا يستقيم الأدب مع الله إلا بها ؟

1. معرفة أسماءالله وصفاته
2. معرفة بدينه وشرعه وما يحب وما يكره
3. نفس مستعدة لينة لقول الحق علما وعملا وحالا

فيونكة

س14.ماذا يعنى الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

يعنى كمال التسليم له والإنقياد لأمره وتلقى خبره بالقبول التصديق ، إذ من أصول وثوابت في اعتقاد أهل السنة والجماعة
التسليم المطلق لأمر الله ورسوله
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}[النساء:65]

فيونكة

س15.ما مظاهر الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟

1) ألا يتقدم بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم}[الحجرات:1]
وهذا باقى إلى يوم القيامة لم ينسخ ؛ بعض الناس يقول هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا نقدم قولا ولا فعلا
؛ فكيف هذا بعد موته . أى لا نقدم قولا على سنته صلى الله عليه وسلم
2) من الأدب معه صلى الله عليه وسلم ألا ترفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط العمل ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
ما ظنك برفع الأراء التى دخلت بلاد المسلمين وترفع على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
3) ألا يجعل دعائه كدعاء غيره {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا}[النور:63]
4) من الأدب معه ألا يستشكل قوله إنما يستشكل أقوال وآراء الرجال أو تستشكل الآراء فلا يعارض قوله بقول أحد كائن من كان
5)كمال التسليم له والإنقياد لأمره وتلقى خبره بالقبول والتصديق دون أن تحمل قول معارض على قوله .

فيونكة

س16. كيف يكون الأدب مع الخلق ؟

الأدب مع الخلق يكون بمعاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم معاملتك مع أصدقائك
ليس مثل كلامك مع الشيخ كذلك مع الأب فأنت تعامل الناس على حسب مراتبهم فكل مرتبة بها أدب خاص
فمع الوالدين أدب خاص ومع العالم أدب آخر ومع السلطان أدب يليق به ومع الأقران أدب يليق بهم
ومع الأجانب أدب غير أدبه مع أصحابه وذوى أنسه ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته ، كل إنسان تخاطبه بما يليق به .
ولكل حال أدب كل حياتك آداب ؛ للأكل أداب وللشرب أداب وللركوب والخروج والدخول آداب وللتبول آداب وللكلام آداب
وللسكوت والاستماع آداب الأصل في حياتك كلها أن تكون مرتبطة بالأدب ؛ إذ أن كل شئ تقوم بفعله فيه سُنة
؛ النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن كل شئ فيها ، فمن حصل السنن فليحمد الله على ذلك
ومن لم يحصلها فلا يلومن إلا نفسه لأنه هو الذى فرط وقصر في تحصيلها.
فيونكة

س17. ما فوائد الالتزام بالأدب؟

1- يُصفى سلوك الفرد بما يشينه وينتقصه
2- يجعل الناس يتحلُّون بالمحامد والمكارم ويبتعدون عن المناقص
3- يجعل الإنسان يحترز عن الخطأ و يتحرى الصواب ويهذب الأخلاق ويصلح العادات
4- يحقق الالتزام بالأدب الوحدة في التلقى والتعلم فلو تأدبت بآداب الإسلام لكنت من الفائزين
فاصل فيونكة