سؤال وجواب الفقه الميسر (31)

سؤال وجواب الفقه الميسر (31)

اذكر مستحبات الصيام ؟
يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الأمور التالية:
أولا: السحَور: لقوله : «تسحروا فإن في السحور بركة». ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء) السحُور بالضم الوقت، السَحور بالفتح الطعام
(ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء_، أو بجرعة ماء بالفتح أو الضم يعني_ ووقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر.
ثانيًا: تأخير السُّحَور: بالفتح مستحب أن يؤخر السحور إلى آخر الوقت لحديث زيد بن ثابت  قال: «تسحرنا مع رسول الله ، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية») قدر ما بين السحور وصلاة الفجر خمسين آية، تستشعر منه أن الصحابة اختلط القرآن بحياتهم حتى أصبح يعد الأوقات بالآية .
ثالثًا: تعجيل الفطر: أيضا من المستحبات يستحب للصائم تعجيل الفطر متى تحقق غروب الشمس، فعن سهل بن سعد  أن النبيَّ  قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر»).تعجيل الفطر له صورة كان النبي  يفعلها وهو رقم أربعة:
(رابعًا:الإفطار على رُطَبَات: فإن لم يجد فتمرات، وأن تكون وتراً، فإن لم يجد فعلى جرعات من ماء؛ لحديث أنس  قال: «كان رسول الله  يفطر على رُطَبَاتٍ قبل أن يصلِّي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حَسا حسوات من ماء» فإن لم يجد شيئاً نوى الفطر بقلبه، ويكفيه ذلك) كان النبي  يفطر على رطبات، الرطب البلح الأسمر،إن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، الجمع هنا رطبات وتمرات، أقل الجمع ثلاثة وكان النبي  يحب الوتر فالثلاثة أقل شيء ثلاثة أو خمسة أو سبعة أو إحدى عشر على حسب جوعه يعني.
(خامسًا: الدعاء عند الفطر، وأثناء الصيام: لقوله : «ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر» أنا أريد أن تعمل علامة على كلمة (حتى ) «والإمام العادل، والمظلوم» يعني معنى ذلك أن الصائم له دعوة مستجابة طول الوقت بعض الإخوة يظن أن الدعوة المستجابة عند الإفطار وهذا فرق بين حتى يفطر أو عند فطره، عند فطره يعني ساعة الفطر له دعوة مستجابة، إنما حتى يفطر يعني الإجابة ممتدة إلى وقت الإفطار، من أول ما يصبح صائما إلى وقت الإفطار، فعندك 12 ساعة تدعو فيهم دعوة مستجابة، وطبعا أفضلها عند الفطر، لأنها أقرب الإنسان يكون عند شهوته فيكون أقرب لاستجابة الدعاء.
(سادسًا: الإكثار من الصدقة، وتلاوة القرآن، وتفطير الصائمين، وسائر أعمال البر: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله  أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
سابعا: الاجتهاد في صلاة الليل: وبالأخص في العشر الأواخر من رمضان؛ فعن عائشة رضي الله عنها: «كان النبي  إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله»، ولعموم قوله : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه».
ثامنا: الاعتمار: لقول النبي : «عمرة في رمضان تعدل حجة».
تاسعًا: قول: «إني صائم» لمن شتمه: وذلك لقوله : «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»).

اذكر مكروهات الصيام ؟
أولا: المبالغة في المضمضة والاستنشاق: وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله : «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً») النص في الاستنشاق والمعنى في المضمضة أن النبي  نهى عن المبالغة في الاستنشاق والمضمضة مثلها يعني الإنسان لو بالغ في المضمضة ممكن يصل شيء إلى حلقه، والمضمضة تكون مرة واحدة للصائم، والمبالغة قال العلماء فيها أنها تكون ثلاث مرات فلا يبالغ فيها يعني مرة واحدة تكفي.
(ثانيًا: القُبْلَة لمن تحرك شهوته) القبلة بشرط يعني لم يقل القبلة فقط قال لمن تحرك شهوته معنى ذلك خرج منها أن من لا تحرك شهوته يجوز له أن يقبل وهو صائم.
(وكان ممن لا يأمن على نفسه: فيكره للصائم أن يقبل زوجته، أو أمته؛ لأنها قد تؤدي إلى إثارة الشهوة التي تجر إلى فساد الصوم بالإمناء أو الجماع، فإن أمن على نفسه من فساد صومه فلا بأس؛ لأن النبي  كان يقبِّل وهو صائم، قالت عائشة رضي الله عنها: «وكان أملككم لأَرَبِه» أي: حاجته. وكذلك عليه تجنب كل ما من شأنه إثارة شهوته وتحريكها؛ كإدامة النظر إلى الزوجة، أو الأمة، أو التفكر في شأن الجماع؛ لأنه قد يؤدي إلى الإمناء، أو الجماع)
ثالثًا: بلع النخامة: لأن ذلك يصل إلى الجوف، ويتقوى به، إلى جانب الاستقذار والضرر الذي يحصل من هذا الفعل)
رابعًا: ذوق الطعام لغير الحاجة: فإن كان محتاجاً إلى ذلك -كأن يكون طبَّاخاً يحتاج لذوق ملحه وما أشبهه- فلا بأس مع الحذر من وصول شيء من ذلك إلى حلقه) مع الحذر

اذكر كيفية قضاء الصيام؟
إذا أفطر المسلم يوماً من رمضان بغير عذر، وجب عليه أن يتوب إلى الله، ويستغفره؛ لأن ذلك جرم عظيم، ومنكر كبير،_ كبيرة من الكبائر_ ويجب عليه مع التوبة والاستغفار القضاء بقدر ما أفطر بعد رمضان، ووجوب القضاء هنا على الفور على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأنه غير مرخَّص له في الفطر، والأصل أن يؤديه في وقته.
أما إذا أفطر بعذر كحيض أو نفاس أو مرض أو سفر أو غير ذلك من الأعذار المبيحة للفطر فإنه يجب عليه القضاء، غير أنه لا يجب على الفور، بل على التراخي إلى رمضان الآخر، لكن يندب له، ويستحب التعجيل بالقضاء، لأن فيه إسراعاً في إبراء الذمة، ولأنه أحوط للعبد؛ فقد يطرأ له ما يمنعه من الصوم كمرض ونحوه. فإن أخَّره حتى رمضان الثاني، وكان له عذر في تأخيره، كأن استمر عذره، فعليه القضاء بعد رمضان الثاني.أما إن أخَّره إلى رمضان الثاني بغير عذر، فعليه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم)

(ولا يشترط في القضاء التتابع، بل يصح متتابعاً ومتفرقاً يعني ممكن تصوم اثنين وخميس ممكن تصوم يوم ويوم على حسب ما هي تقدر، قال الله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184] فلم يأمر بالتتابع، فلم يشترط سبحانه في هذه الأيام التتابع، ولو كان شرطاً لبيَّنه سبحانه وتعالى).
الشهرين متتابعين في حالة الجماع في نهار رمضان هذه هي الحالة الوحيدة التي يصوم فيها شهرين متتابعين لمن جامع زوجته في نهار رمضان عليه أن يصوم شهرين متتابعين، طيب فرضنا أن هو فطر في يوم، يعيد من الأول تأديب، يعيد من الأول الشهرين يعيد ستين يوم من جديد ولو فطر بسبب المرض أو العذر لا يعيد والمرأة كذلك لو فطرت بسبب الحيض والنفاس لا تعيد.

اذكر الصيام المستحب؟
من حكمة الله  ورحمته بعباده: أن جعل لهم من التطوع ما يماثل الفرائض، وذلك زيادة في الأجر والثواب للعاملين، وجبراً للنقص والخلل الذي قد يطرأ على الفريضة، فقد سبق معنا: أن الفرائض تكمل من النوافل يوم القيامة.
والأيام التي يستحب صيامها هي:
الأول: صيام ستة أيام من شوال: لحديث أبي أيوب الأنصاري  قال: سمعت رسول الله  يقول: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر»)
الثاني: صيام يوم عرفة لغير الحاج: لحديث أبي قتادة  قال: قال رسول الله : «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده». أما الحاجُّ فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي  أفطر في ذلك اليوم والناس ينظرون إليه، ولأنه أقوى للحاج على العبادة والدعاء في ذلك اليوم.
الثالث: صيام يوم عاشوراء: فقد سئل النبي  عن صوم عاشوراء؟ فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». ويستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده؛ لقوله : «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، ولقوله : «صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده، خالفوا اليهود».
الرابع: صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع: لحديث عائشة رضي الله عنها: «كان النبي  يتحرى صيام الاثنين والخميس»، ولقوله : «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»
الخامس: صيام ثلاثة أيام من كل شهر: لقوله  لعبد الله بن عمرو: «صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر». وعن أبي هريرة  قال: «أوصاني خليلي  بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام». ويستحب أن تكون الأيام البيض، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر؛ لحديث أبي ذر  قال: قال رسول الله : «من كان منكم صائماً من الشهر فليصم الثلاث البيض») لماذا صوم الثلاث البيض ؟ عشان لأن نور القمر يعني بياض نور القمر.
(السادس: صوم يوم وإفطار يوم: لقوله : «أفضل الصيام صيام داود عليه السلام؛ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً». وهذا من أفضل أنواع التطوع.
السابع: صيام شهر الله المحرم: لحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
الثامن والأخير: صيام تسع ذي الحجة: وتبدأ من أول يوم من شهر ذي الحجة، وتنتهي باليوم التاسع، وهو يوم عرفة؛ وذلك لعموم الأحاديث الواردة في فضل العمل فيها؛ فقد قال : «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر». والصوم من العمل الصالح) وثبت حديث مخصوص في صيام النبي  هذه الأيام

اذكرما يكره ويحرم من الصيام؟
الأول: يكره إفراد شهر رجب بالصيام: لأن ذلك من شعائر الجاهلية، وقد كانوا يعظمون هذا الشهر، فلو صامه مع غيره لم يكره؛ لأنه لا يكون حينئذ مُخَصِّصاً له بالصيام. روى أحمد بن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف المترجِّبين، حتى يضعوها في الطعام، ويقول: «كلوا، فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية»)
الثاني: يكره إفراد يوم الجمعة بصيام؛ لقوله : «لا تصوموا يوم الجمعة، إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده». فإن صامه مع غيره فلا بأس بذلك، للحديث الماضي
الثالث: يكره إفراد يوم السبت بصيام؛ لقوله : «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم». والمقصود: النهي عن إفراده، وتخصيصه بالصيام، أما إذا ضُمَّ إلى غيره فلا بأس، لقوله  لأم المؤمنين جويرية وقد دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة، قال: «أصمتِ أمس؟» قالت: لا. قال: «تريدين أن تصومي غداً؟» قالت: لا. قال: «فأفطري». فدل قوله  «تريدين أن تصومي غداً» على جواز صيام يوم السبت مع غيره. قال الإمام الترمذي -رحمه الله- عقب إخراجه حديث النهي الماضي: (ومعنى الكراهية في هذا: أن يختص الرجل يوم السبت بصيام؛ لأن اليهود يعظِّمون يوم السبت).
الرابع: يحرم صيام يوم الشك،: وهو يوم الثلاثين من شعبان، إذا كان في السماء ما يمنع رؤية الهلال، فإن كانت السماء صحواً فلا شك. ودليل تحريمه: حديث عمار  قال: «من صام اليوم الذي يشكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم»).
الخامس: يحرم صوم يومي العيدين،: لحديث أبي سعيد الخدري : «نهى النبي  عن صوم يوم الفطر والنحر»، ولحديث عمر بن الخطاب  قال: «هذان يومان نهى رسول الله  عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم»يعني ذبيحتكم.
سادسا: يحرم صوم أيام التشريق:، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، لقوله  عنها: «أيام أكل وشرب وذكر لله ». ولقوله : «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب». ورُخِّص في صيامها للمتمتع والقارن إذا لم يجدا ثمن الهدي؛ لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم، قالا: «لم يُرَخَّص في أيام التشريق أن يُصَمن إلا لمن لم يجد الهدي»

اذكر تعريف الاعتكاف وحكمه ؟
تعريف الاعتكاف: الاعتكاف في اللغة: لزوم الشيء، وحبس النفس عليه.
وفي الشرع: لزوم المسلم المميز مسجداً لطاعة الله .
حكمه: وهو سنة وقربة إلى الله تعالى؛ لقوله :﴿أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]. وهذه الآية دليل على مشروعيته حتى في الأمم السابقة. هذه الآية لإبراهيم ، ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187].
وعن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي  كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله».
وأجمع المسلمون على مشروعيته، وأنه سنة، لا يجب على المرء إلا أن يوجبه على نفسه كأن ينذره) الاعتكاف سنة إلا أن ينذر الاعتكاف يقول نذرت أن اعتكف عشرة أيام فيجب عليه في هذه الحالة أن يعتكف.
(فثبتت سُنيَّة الاعتكاف ومشروعيته، بالكتاب، والسنة، والإجماع.

اذكر شروط الاعتكاف؟
1.أن يكون المعتكف مسلماً مميزاً عاقلاً: فلا يصح الاعتكاف من الكافر، ولا المجنون، ولا الصبي غير المميز؛ أما البلوغ والذكورية فلا يشترطان، فيصح الاعتكاف من غير البالغ إذا كان مميزاً، وكذلك من الأنثى.
النية: لقوله : «إنما الأعمال بالنيات». فينوي المعتكف لزوم معتكفه؛ قربةً وتعبداً لله .
2.أن يكون الاعتكاف في مسجد: لقوله تعالى:﴿ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]. ولفعله  حيث كان يعتكف في المسجد، ولم ينقل عنه أنه اعتكف في غيره.
3.أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة: وذلك إذا كانت مدة الاعتكاف تتخللها صلاة مفروضة، وكان المعتكف ممن تجب عليه الجماعة، لأن الاعتكاف. في مسجد لا تقام فيه صلاة الجماعة يقتضي ترك الجماعة وهي واجبة عليه، أو تكرار خروج المعتكف كل وقت، وهذا ينافي المقصود من الاعتكاف، أما المرأة فيصح اعتكافها في كل مسجد سواء أقيمت فيه الجماعة أم لا. هذا إذا لم يترتب على اعتكافها فتنة، فإن ترتب على ذلك فتنة منعت. والأفضل أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه الجمعة، لكن ذلك ليس شرطاً للاعتكاف).
4.الطهارة من الحدث الأكبر: فلا يصح اعتكاف الجنب، ولا الحائض، ولا النفساء؛ لعدم جواز مكث هؤلاء في المسجد , يحرم عليهم أن يمكثوا في المسجد فلا يجوز لهم الاعتكاف.
(أما الصيام فليس بشرط في الاعتكاف؛ لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي : «أوف بنذرك». فلو كان الصوم شرطاً لما صح اعتكافه في الليل، لأنه لا صيام فيه. ولأنهما عبادتان منفصلتان، فلا يشترط لإحداهما وجود الأخرى)

اذكر زمان الاعتكاف ومستحباته وما يباح للمعتكف؟
زمن الاعتكاف ووقته: المكث في المسجد مقداراً من الزمن هو ركن الاعتكاف)
(فلو لم يقع المكث في المسجد لم ينعقد الاعتكاف، وفي أقل مدة الاعتكاف خلاف بين أهل العلم. والصحيح أن وقت الاعتكاف ليس لأقله حد، فيصح الاعتكاف مقداراً من الزمن، وإن قل، إلا أن الأفضل ألا يقل الاعتكاف عن يوم أو ليلة) من أجل الخلاف بين الفقهاء أن هو لا يقل الاعتكاف عن يوم بليلة (لأنه لم ينقل عن النبي  ولا عن أحد من أصحابه الاعتكاف فيما دون ذلك.
أفضل أوقات الاعتكاف :العشر الأواخر من رمضان؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: «أن النبي  كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله». فإن اعتكف في غير هذا الوقت، جاز ذلك لكنه خلاف الأولى والأفضل.
ومن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان صلى الفجر من صبيحة اليوم الحادي والعشرين في المسجد الذي ينوي الاعتكاف فيه، ثم يدخل في اعتكافه، وينتهي بغروب شمس آخر يوم من رمضان).
الراجح :أن المعتكف يدخل ليلة واحد وعشرين قبل غروب الشمس إلى المسجد ويدخل إلى خبائه بعد الفجر، فمقصد عائشة في الحديث الأول ،كان النبي  يدخل إلى معتكفه بعد الفجر يعني إلى خبائه، لأن أنت لما تذهب ليلة واحد وعشرين تصلي المغرب والعشاء وتصلي التهجد إلى جزء طبعا كانوا لا ينامون بالليل كانوا يصلون التهجد ثم بعد الفجر يدخل إلى معتكفه بعد لينام، فكان هذا فعلا لائق بحال الصحابة أنهم يصلوا بالليل ويدخلون المعتكف الذي هو مكان النوم بعد الفجر، فالراجح أنه يدخل وقت دخول المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة واحد وعشرين حتى يدرك اليوم من أوله، لأن ليلة واحد وعشرين ليلة فردية فممكن تبقى ليلة القدر، وكانت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام مرة كانت ليلة القدر ليلة واحد وعشرين ورد في بعض الأحاديث، فليلة واحد وعشرين هذه ليلة من الليالي الوترية التي ممكن أن تكون ليلة القدر، ليلة واحد وعشرين يعني يوم عشرين قبل المغرب.
وقت الخروج، الخروج لماذا؟ آخر ليلة في رمضان بعد المغرب؟ يبقى هو الوقت الذي يحسب أول المغرب بعد المغرب وبعد الصحابة أو التابعين خصوصا استحبوا أن يخرج من المعتكف إلى مصلى العيد هذا كان كثير عند التابعين واستحبوا ذلك ولكن لم يرد عن النبي  ولا عن الصحابة، إنما كانوا يخرجون من المعتكف بعد غروب الشمس من آخر ليلة في رمضان.
(مستحبات الاعتكاف: الاعتكاف عبادة يخلو فيها العبد بخالقه) طبعا الاعتكاف يحتاج إلى تربية خاصة واستعداد خاص وتغيير عادات تعود عليها المسلم فأصبح الاعتكاف مكان لمقابلة الأصدقاء والسمر وكأنها رحلة خلوية، يخلو بأصدقائه ولا يخلو بالله وهذا مخالف لما عليه مقصد الاعتكاف، الاعتكاف يعني تخلو مع الله تنقي قلبك من محادثة الناس ، المسلم لابد أن يعرف مقصد العبادة التي يعملها، النبي  كان يعتكف والصحابة يعتكفوا وهذا أمر مستحب أكيد له معنى خاص أنا لم استشعره في قلبي، الاستشعار هذا فقد حلاوة العبادة أنك أنت تؤدي العبادة على وجهه لتنال مقصودها هذا يؤدي إلى حلاوة في قلبك، أنت لم تجد هذه الحلاوة إذن يبقى فيه خطأ.
الاعتكاف المقصود منه الخلو أن تخلو عشرة أيام لوحدك تصلي ولكن نحن نصلي مع بعض جماعة كي نشجع بعضنا، .
يقول: (الاعتكاف عبادة يخلو فيها العبد بخالقه) ممكن نغير العبارة يخلو فيها العبد بصديقه أو بأصدقائه، لأن هو أصدقائه لم يراهم منذ فترة وهذه الأيام أيام فاضلة يشوف أصدقائه ويتكلم معهم هذا هو حال الاعتكاف في أيامنا.
(ويقطع العلائق عما سواه) يقطع العلائق عما سوى الله يعني الأفضل أن الإنسان يأخذ إجازة من شغله ويمكث عشرة أيام ، الاعتكاف هذا هو المصيف الحقيقي للقلب، ترويح القلب أنك أنت تخلو بالله  وتناجيه ، فالمقصود يعني الإنسان يقطع العلائق عما سوى الله.
(فيستحب للمعتكف أن يتفرغ للعبادة، فيكثر من الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والتوبة، والاستغفار، ونحو ذلك من الطاعات التي تقربه إلى الله تعالى.
ما يباح للمعتكف: يباح للمعتكف الخروج من المسجد لما لابد منه؛ كالخروج للأكل والشرب، إذا لم يكن له من يحضرهما) يعني ممكن يخرج يأكل ويشرب لو لم يجد أحد يأتي له بالأكل، .
(الخروج لقضاء الحاجة) يجوز له أن هو يخرج للحمام للخلاء (والوضوء من الحدث، والاغتسال من الجنابة) طبعا هذا الكلام لو لم يكن في المسجد فيه اغتسال أو حمامات المسجد ضيقة، ساعات الناس في المسجد تبقى كثيرة والحمامات قليلة فيجوز له أن يخرج ليقضي حاجته في مكان آخر.
(يباح له التحدث إلى الناس فيما يفيد، والسؤال عن أحوالهم، أما التحدث فيما لا يفيد، وفيما لا ضرورة فيه، فإنه ينافي مقصود الاعتكاف وما شرع من أجله. ويباح له أن يزوره بعض أهله وأقاربه، وأن يتحدث إليه ساعة من زمان، والخروج من معتكفه لتوديعهم؛ لحديث صفية رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله  معتكفاً فأتيت ليلاً، فحدَّثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي ليَقْلِبَني...» انقلبت يعني خرجت لتذهب إلى بيتها، انقلبت إلى بيتها فقام معي ليقلبني يعني يوصلني إلى بيتي، يقلبني يعني يردني إلى البيت.
(وللمعتكف أن يأكل، ويشرب، وينام في المسجد، مع المحافظة على نظافة المسجد، وصيانة المسجد)

اذكر مبطلات الاعتكاف؟
الأول: الخروج من المسجد لغير حاجة عمداً، وإن قلَّ وقت الخروج؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: «وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة، إذا كان معتكفاً»، ولأن الخ
الثاني: الجماع،: ولو كان ذلك ليلاً، أو كان الجماع خارج المسجد؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187].
وفي حكمه الإنزال بشهوة بدون جماع كالاستمناء، ومباشرة الزوجة في غير الفرج.
الثالث: ذهاب العقل: فيفسد الاعتكاف بالجنون والسكر، لخروج المجنون والسكران عن كونهما من أهل العبادة.
الرابع: الحيض والنفاس: لعدم جواز مكث الحائض والنفساء في المسجد.
الخامس: الردة؛ لمنافاتها العبادة، ولقوله تعالى: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر: 65].

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

» سؤال وجواب الفقه الميسر (15)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (4)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (25)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (5)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (17)