سؤال وجواب الفقه الميسر (29)

سؤال وجواب الفقه الميسر (29)
مقرر اعمال السنة الثانى

اذكر تعريف الصيام واركانه ؟
تعريفه في اللغة: الإمساك عن الشيء.
في الشرع: الإمساك عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات، مع النية، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
أركانه: من خلال تعريف الصيام في الاصطلاح، يتضح أن له ركنين أساسين، هما:
الأول: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس)
(ودليل
هذا الركن قوله تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ
اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا
الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]. والمراد بالخيط الأبيض والخيط
الأسود: بياض النهار وسواد الليل) اللي طلوع الفجر يعني وغروب الشمس.
الثاني:
النية، بأن يقصد الصائم بهذا الإمساك عن المفطرات عبادة الله U، فبالنية
تتميز الأعمال المقصودة للعبادة عن غيرها من الأعمال، وبالنية تتميز
العبادات بعضها عن بعض، فيقصد الصائم بهذا الصيام: إما صيام رمضان، أو غيره
من أنواع الصيام.
ودليل هذا الركن قوله r: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»)
وفي
الحقيقة أن الصيام له إعجاز كبير جدا، الأطباء المعاصرين لما بحثوا في
الصيام الإسلامي طبعا في كل ملة فيه صيام، فيه صيام نصراني، وفيه صيام
يهودي، وفيه صيام بوذي، وفيه صيام عبدة الشيطان يصومه الصيام عند الناس
كلها.

اذكر حكم صيام رمضان ودليله ؟
فرض
الله عز وجل صيام شهر رمضان، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة) (وذلك في
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
[البقرة: 183]. وقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
ولما رواه
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «بني الإسلام على
خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً».
ولما
رواه طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء إلى النبي r ثائر الرأس، فقال: يا
رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟ قال: «شهر رمضان»، قال:
هل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلا أن تطوع..».
وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان، وأنه أحد أركان الإسلام التي عُلمت من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر، مرتد عن الإسلام.

اذكر اقسام الصيام ؟
الصيام قسمان: واجب، وتطوع؛ والواجب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
صوم رمضان.
صوم الكفارات.
صوم النذر.

فضل صيام شهر رمضان ؟
فضله:
عن أبي هريرة t عن النبي r قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر
له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من
ذنبه».
وعنه t أن النبي r قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».
(الحكمة من مشروعية صومه: شرع الله سبحانه الصوم لحكم عديدة وفوائد كثيرة:
أولاً:
تزكية النفس، وتطهيرها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة؛
لأن الصوم يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان) هذه فوائد الصيام النفسية
والخلقية أن الصوم يزكي النفس ويطهرها من الشهوات، فالفرق بين الحيوان
والإنسان الشهوة ، إنما الإنسان يمتنع عن الأكل والشرب لله U، لو أن الرجل
أتى زوجته وهو صائم ، عليه كفارة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
عقاب له، فإن لم يستطيع فعليه إطعام ستين مسكين عقاب لأنه فعل شهوة مباحة،
إنما لو زنا ماذا يحدث له،مباح زوجته أتاها في وقت حرمه الله U عليها في
هذا الوقت، لابد للإنسان أن يتأدب بآداب الله U، لا يقول أنا حر،
الليبرالية المطلقة هذه ممنوعة، لا يقول أنا حر هذه زوجتي، تأتي زوجتك متى
شاء الله U، الله U أباحها لك في وقت، وحرمها عليك في وقت فتلتزم، كما أن
الله U فرض على المرأة الصيام في وقت وحرمه عليها في وقت، لو أن المرأة
الحائض صلت أو صامت يحرم عليها، فلابد الإنسان أن يتأبد بآداب الله U وأن
يكون عبدا حقا لله يطيع الله U حيث أمره ويتوقف عن معصية الله U حيث نهاه.
(ثانيًا: في الصوم تزهيد في الدنيا وشهواتها، وترغيب في الآخرة ونعيمها.
ثالثًا: الصوم يبعث على العطف على المساكين، والشعور بآلامهم؛ لأن الصائم يذوق ألم الجوع والعطش.
إلى غير ذلك من الحكم البليغة، والفوائد العديدة.

اذكر شروط وجوب صيام رمضان ؟
الأول: الإسلام: فلا يجب، ولا يصح الصيام من الكافر؛ لأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر، فإذا أسلم لا يلزم بقضاء ما فاته.
ثانيًا:
البلوغ: فلا يجب الصيام على من لم يبلغ حد التكليف؛ لقوله r: «رفع القلم
عن ثلاثة» فذكر منهم الصبي حتى يحتلم، ولكنه يصح الصيام من غير البالغ لو
صام، إذا كان مميزاً، وينبغي لولي أمره أن يأمره بالصيام؛ ليعتاده ويألفه.
ثالثًا: العقل: فلا يجب الصيام على المجنون والمعتوه؛ لقوله r: «رفع القلم عن ثلاثة» فذكر منهم المجنون حتى يفيق.
رابعًا:
الصحة: فمن كان مريضاً لا يطيق الصيام لم يجب عليه، وإن صام صح صيامه؛
لقوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 185]. فإن زال المرض وجب عليه قضاء ما أفطره من
أيام.
خامسًا: الإقامة: فلا يجب الصوم على المسافر؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَن
كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾؛ فلو
صام المسافر صَحَّ صيامه، ويجب عليه قضاء ما أفطره في السفر.
سادسًا:
الخلو من الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء لا يجب عليهما الصيام، بل يحرم
عليهما؛ لقوله r: «أليس إذا حاضت لم تصلِّ، ولم تصم؟، فذلك من نقصان
دينها». ويجب القضاء عليهما؛ لقول عائشة رضي الله عنها: «كان يصيبنا ذلك،
فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة»)الكلام أيضا واضح ولا يحتاج إلى
شرح.

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

» سؤال وجواب الفقه الميسر (3)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (11)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (31)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (12)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (32)