سؤال وجواب الاربعين النووية (26)

سؤال وجواب الاربعين النووية (26)

الحديث السادس و العشرون

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلُّ يَومٍ
تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِيْنُ
الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا أَو تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا
مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ
تَمْشِيْهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيْطُ الأَذى عَنِ الطَّرِيْقِ
صَدَقَةٌ» رواه البخاري ومسلم

1.اذكر راوى الحديث؟

ابى هريرة

اذكر معنى السلامى ؟ وكم عددهم ؟
السلامى:
(هي المفاصل، وقيل: العظام، والمعنى واحد لا يختلف، لأن كل عظم مفصول عن
الآخر بفاصل فإنه يختلف عنه في الشكل، وفي القوة، وفي كل الأمور وهذا من
تمام قدرة الله  فليس الذراع كالعضد، وليست الأصابع كالكف، فكل ما فصل عن
غيره من العظام فله ميزة خاصة، ولذلك كان على كل سلامى صدقة).
إذن كل
سلامى من الناس على صدقة، السلامى وهي المفاصل، السلامى كما ورد في صحيح
مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي  قال: «إنه خلق كل إنسان من
بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل» إذن عدد السلامى ، ثلاثمائة وستون مفصلا،
فإذن على كل مفصلا صدقة، والمقصود بها أن تفعل حسنة فتكون قد أديت شكر هذا
المفصل.
وقوله: «كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ» «كل
سلامى» مبتدأ يعني كل مبتدأ وسلامى مضاف إليه، «ومن الناس» بيان لكل أو
لسلامى عليه صدقة مبتدأ وخبر كل والمعنى: كل مفصل عليه صدقة.

اشرح كيف تكون الصدقة بالاعمال ؟
وكما
يعني بينا أن الصدقة معناها حسنة، أن يفعل حسنة لشكر تلك النعمة، أي
ثلاثمائة وستون في اليوم، فيكون في الأسبوع ألفين وخمسمائة وعشرين.
(لكن
من نعمة الله أن هذه الصدقة عامة في كل القربات، فكل القربات صدقات، وهذا
شيء ليس بصعب على الإنسان، مادام كل قربة صدقة فما أيسر أن يؤدي الإنسان ما
يجب عليه.).
ثم قال : «تَعْدِلُ بَينَ اثنَيْنِ صَدَقَة» (تعدل أي
تفصل بينهما، وهذا الفصل إما بصلح وإما بحكم،) يبقى الفصل بين اثنين يكون
بأحد أمرين: إما بالمصالحة بالاتفاق على شيء يصطلحون عليه، والصلح جائز بين
المسلمين، وإما بحكم، (والأولى العدل بالصلح إذا أمكن ما لم يتبين للرجل
أن الحكم لأحدهما، فإن تبين أن الحكم لأحدهما حرم الصلح، وهذا قد يفعله بعض
القضاة، يحاول أن يصلح مع علمه أن الحق مع المدعي أو المدعى عليه، وهذا
محرم؛ لأنه بالإصلاح لابد أن يتنازل كل واحد عما ادعاه فيحال بينه وبين
حقه).
«وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» (أي كلمة طيبة سواء طيبة
في حق الله كالتسبيح والتكبير والتهليل، أو في حق الناس كحسن الخلق )كل هذا
يدخل في باب الصدقة، ولذلك في رواية هذا الحديث عند مسلم من حديث عائشة أن
النبي  قال: «فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله»
فبين أن الكلمة الطيبة تكون حتى بالتسبيح وبالتكبير وبالتحميد وبالاستغفار
كل هذا من طيب الكلام.
قال: «وَبِكُلِّ خُطوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى
الصَّلاةِ صَدَقَة» سواء بعدت المسافة أم قصرت، وإذا كان قد تطهر في بيته
وخرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة،
وحطّ عنه بها خطيئة.
قال:«وَتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ»
تقرأ وَتُمِيطُ وتقرأ وتميط، أي تزيل الأذى وهو ما يؤذي المارة من حجر أو
زجاج أو قاذورات فأي شيء يؤذي المارين إذا أميط عن طريقهم فإنه صدقة.

لماذا قلنا خَطوَةٍ ولم نقل خِطوة ، ما الفرق بين الخَطوَة والخِطوة؟
الخطوة بالضم هي المكان بين القدمين عند المشي.
والخَطوة:
هي المرة الواحدة من المشي وهي نقل الرجل، مجرد أن ينقل رجله فقط، هذه
اسمها خطوة وليست خِطوة، يعني لو قلنا قل ولا تقل ممكن نمشيها.
يبقى
المراد هو أنها بالخطوة بهذه المرة من المشي بتحريك الرجل بنقل القدم هذه
الخطوة يرتفع بها درجة ويحط عنه بها خطيئة فيكتسب شيئين: رفع الدرجة، وحطّ
الخطيئة.
قال: ( وقد استحب بعض العلماء - رحمهم الله - أن يقارب الإنسان
خطواته إذا ذهب إلى المسجد، ولكن هذا استحباب في غير موضعه، ولا دليل
عليه، لأن النبي  لما أخبر أن بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة لم يقل:
فليدن أحدكم من خطواته، ولو كان هذا أمراً مقصوداً مشروعاً لبيّنه النبي .
ولكن لا يباعد الخطا قصداً ولا يدنيها قصداً، بل يمشي على عادته).

اشرح مسألة صلاة الضحى عند اهل العلم ؟
مسألة صلاة الضحى فيها أربعة أقوال لأهل العلم:
القول الأول: أنها ليست سنة،: حتى ذهب بعض أهل العلم وقال أنها روي عن عبد الله بن عمر أنه بدعة، وأنها لا تصلى.
القول
الثاني: أنها سنة غير راتبة،:يعني الحنابلة يقولون وتصلى وهي طبعا ظاهر
مذهب الحنابلة وتصلى الضحى غبا، غبا يعني يصليها مرة ويتركها مرة لا يداوم
عليها.
القول الثالث: قالوا أنها تفعل لسبب: فمن صلى قيام الليل لم يصلي
الضحى، ومن ترك قيام الليل صلى الضحى، وهذا القول هو قول شيخ الإسلام ابن
تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم رحمة الله عليهما.
القول الرابع: وهو هذا القول وهو الراجح والأظهر أنها تصلى دائما، لأنها حث عليها النبي  بهذا الحديث الذي معنا.
قال:
ووقتها: من ارتفاع الشمس قيد رمح في رأي العين، إلى قبيل الزوال يعني بعد
طلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إلى قبيل الزوال بعشر أو خمس دقائق، وآخر الوقت
أفضل.وأقلها ركعتان وأكثرها لا حد له، فصلِّ ما شئت فأنت على خير.

اذكر فوائد الحديث ؟
1-وجوب
الصدقة على كل إنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه، لأن قوله
: «عَلَيهِ صَدَقَة» وعلى للوجوب، ووجه ذلك: أن كل إنسان يصبح سليماً يجب
عليه أن يشكر الله ، سليماً في كفه، في ذراعه، في عضده، في ساقه، في
فخذه، في كل عضو من أعضائه عليه نعمة من الله  فليشكرها.
2-( ويؤخذ من
هذه الرواية: أنه ينبغي للإنسان أن يداوم على ركعتي الضحى، وجه ذلك: أنها
تأتي بدلاً عن هذه الصدقات أي بدلاً عن ثلاثمائة وستين صدقة، وهذا القول هو
الراجح: أنه تسن المداومة على ركعتي الضحى).
3-فضيلة العدل بين
الاثنين، وقد حث الله  على الصلح فقال تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ
مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن
يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ
الشُّحَّ﴾ [النساء: 128].
الصلح خير: أي الصلح خير من الفراق، فلو أن
المرأة رأت نفورا من زوجها أو إعراضا وأراد أن يتصالحا على أن تسقط شيئا
يعني من واجباتها الأمور التي تجب لها على زوجها هذا لا بأس به، وفي هذه
الحالة يكون الصلح خير من الفراق، كما حدث مع سودة زوجة النبي  أنها
تنازلت عن يومها لعائشة شريطة أن يبقيها النبي  على يعني عصمته.
4-الحث
على معونة الرجل أخاه، لأن معونته إياه صدقة، سواء في المثال الذي ذكره
الرسول  أو في غيره.المثال المذكور في الحديث: أن يعينه في دابته فيحمله
عليها أو يرفع له عليها متاعه، ولكنْ هناك أمثال كثيرة ومن ذلك:
لو وجدت إنساناً على الطريق وطلب منك أن تحمله إلى البلد وحملته، فإنه يدخل في هذا من باب أولى.
ولكن هل يجب عليك أن تحمله، أولا يجب؟
الشيخ يقول: أنه يجب عليك أن تحمله ولكن بشرطين:
الشرط
الأول: إن يكون في مهلكة، طريق منقطع قد يخرج عليه عدو يقتله، قد يخرج
عليه صائل يعني يراوده عن ماله أو عن نفسه، فإذن إن كان في مهلكه.
الشرط الثاني: أن تأمن منه، فهذين شرطين حتى يجب عليك أن تحمله وتنقذه من هذه المهلكة،.
فإن
لم تأمن من هذا الرجل فلا يلزمك أن تحمله، مثل أن تخاف من أن يغتالك أو
يحول مسيرك إلى اتجاه آخر بالقوة فلا يلزمك لقول النبي : «لاَ ضَرَرَ
وَلاَ ضِرَارَ».
5- الحث على الكلمة الطيبة لقوله: «وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» يقول: لا أطيب من كلام الله ، فكل كلمة في القرآن فهي صدقة.
6- أن إزالة الأذى عن الطريق صدقة، وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية، ويتفرع على هذه الفائدة:
إن إذا كان إماطة الأذى عن الطريق الحسّي صدقة فإماطة الأذى عن الطريق المعنوي أبلغ وذلك ببيان البدع والمنكرات وغيرها.
7- أن كل ما يقرب إلى الله  من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة، وما ذكره النبي  فهو أمثلة على ذلك.

» سؤال وجواب الاربعين النووية (22)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (2)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (23)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (3)
» سؤال وجواب الاربعين النووية (14)