سؤال وجواب الفقه الميسر (24)

سؤال وجواب الفقه الميسر (24)

1-اذكر حكم غسل الميت وكيفيته ؟

حكمه: (غسل الميت واجب؛ لأمره  به، كما في قوله  في المحرم الذي وقصته ناقته: «اغسلوه بماء وسدر». وقوله  في ابنته زينب رضي الله عنها: «اغسلنها ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً». وهو فرض كفاية إجماعاً).
فرض كفاية بمعنى أن لازم واحد من المسلمين يقوم بتغسيل الميت.
-كيفية :الغسل: ينبغي أن يختار لتغسيل الموتى من هو ثقة عدل عارف بأحكام الغسل، ويقدم في التغسيل الوصي)، .
(ثم الأقرب فالأقرب، كالأب والجد والابن إذا كانوا عارفين بأحكام الغسل، وإلا قدم غيرهم ممن هو عالم بذلك. والرجل يغسله الرجال، والمرأة تغسلها النساء، ولكل واحد من الزوجين تغسيل الآخر فالرجل يغسل زوجته والمرأة تغسل زوجها) كل هذا جائز.
(ولكل من الرجال والنساء تغسيل الأطفال دون سن السابعة) لو أن الطفل دون السابعة يجوز للنساء أن يغسلوه، لو أكبر من ذلك الرجال يغسلوه، والنساء يغسلن المرأة (ولا يجوز للمسلم رجلاً كان أو امرأة تغسيل الكافر، ولا حمل جنازته ولا تكفينه، ولا الصلاة عليه، ولو كان قريباً كالأب والأم).
علي بن أبي طالب لما مات أبوه ذهب إلى النبي  وقال له لقد مات الشيخ الضال، أبوه يعني، فقال: اذهب فواره، واره يعني أدفنه، وطبعا قصة أبو طالب قصة معلومة عند الجميع، وفيها أنه ، لما احتضر ذهب إليه النبي  وكان معه أبو جهل وأمية بن خلف، فقال له النبي : «يا عم قول كلمة أحاج بها عند الله» يعني تدخل بها الجنة، فنظر إليه وقال أنه على ملة عبد المطلب،جلوس أبو جهل جعل أبو طالب لا يتكلم بكلمة الحق، لأن أبو طالب كان لا يريد أحد يعلم أنه أسلم يعني، ومات كافرا. بخلاف ما يدعي الشيعة يقولوا أن أبو طالب مات مؤمنا، لأنه أبو علي بن أبي طالب، وكما يقول:الصوفية أن أبو النبي مات مؤمنا، وكذلك أمه أيضا.
(ويشترط أن يكون الماء الذي يغسل به الميت طهوراً مباحاً، وأن يغسل في مكان مستور، ولا ينبغي حضور مَنْ لا علاقة له بتغسيل الميت) وهذا ينصح به الناس التي تغسل الموتى، لا يحضر التغسيل إلا المحب للميت حتى إذا ظهر من الميت علامة من علامات سوء الخاتمة لا يفضحهم بل يستر عليه ويكتمه، والأولى أن لا يحضره إلا الرجل المفيد،

2-اذكر من يتولى الغسل ؟

الأفضل أن يتولى غسل الميت من هو أعرف بسنة الغسل من الثقات فالأولى أن يتولى هذا الأمر من له خبره في هذا الأمر.
ولا سيما إذا كان من أهله وأقاربه، لأن الذين تولوا غسله  كانوا من أهله كعليٍّ  وغيره، وأولى الناس بغسله وصيه الذي أوصى أن يغسله، ثم أبوه ثم جده، ثم الأقرب فالأقرب من عصباته، ثم ذوو أرحامه.
ويجب أن يتولى غسل الذكر الرجال، والأنثى النساء، ويستثنى من ذلك الزوجان فإنه لكل واحد منهما غسل الآخر، لحديث عائشة رضي الله عنها: «لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي  غير نسائه».
وقال النبي  لعائشة رضي الله عنها: «لو متِّ قبلي لغسلتك وكفنتك»، وغسلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق .
ولا يغسل شهيد المعركة؛ لأن النبي  «أمر بقتلى أحد أن يدفنوا في ثيابهم، ولم يغسلوا، ولم يصلَّ عليهم».

3-اذكر حكم التكفين وكيفيته ؟

وتكفينه واجب لقوله : في المحرم الذي وقسته راحلته وكفنوه في ثوبين والواجب ستر جميع البدن، فإن لم يوجد إلا ثوب قصير لا يكفي لجميع البدن غطى رأسه وجعل على رجليه شيء من الإزخر»، لقول خباب في قصة تكفين مصعب بن عمير  فأمرنا النبي  أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإزخر)، مصعب بن عمير من أول المسلمين والمهاجرين وله قصة، كان من أغنى فتى في قريش وترك هذا الغنى وهو السبب في إسلام أهل المدينة كلهم، لما ذهب كان فيه اثني عشر مسلما في المدينة ذهب ليعلمهم القرآن والسنة فتكلم مع بقية أسيد بن الحضير وسعد بن عبادة وسعد بن معاذ، لما تكلم معهم اقتنعوا بالإسلام وأسلموا وأسلم أهل المدينة كلهم، فكان له الفضل في إسلام أهل المدينة ونصرة الإسلام بعد ذلك من هجرة النبي  من مكة إلى المدينة، مصعب كان له فضل كبير في ذلك.
(ولا يغطى رأس المحرم الذكر؛ لقوله : «ولا تخمروا رأسه» ويكون ذلك بثوب لا يصف البشرة ساتراً، ويجب أن يكون من ملبوس مثله؛ لأنه لا إجحاف على الميت ولا على ورثته. والسنة تكفين الرجل في ثلاث لفائف بيض من قطن، تبسط على بعضها، ويوضع عليها مستلقياً، ثم يرد طرف العليا من الجانب الأيسر على شقه الأيمن، ثم طرفها الأيمن على الأيسر، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم يجعل الزائد عند رأسه ثم يعقد، فلو كان الزائد أكثر جُعل عند قدميه كذلك ويعقد، فإن ذلك أثبت للكفن).
صفة التكفين: بعد ما يغسل الميت يضع الثوب تحته ثلاث طبقات من الثوب الأبيض تحت الميت، ويكون هذا الثوب عرضه عرضين ويوضع هو في نصفها، ثم يؤخذ الطرف الأول من الطبقة الأولى من الجانب الأيسر يوضح تحت جانبه الأيمن، والجانب الأيمن يوضع تحت جانبه الأيسر، يكون فيه نصف متر زيادة كي نتمكن من عقد طرفه من الرأس ومن القدم حتى لا ينفلت الكفن..
(كفن عائشة رسول الله  في ثلاث أثواب بيض سُحُولية جدد يمانية، ليس فيها قميص ولا عمامة، أدرج فيها إدراجاً) السحولية :جمع سحل وهو الثوب الأبيض النقي، لا يكون إلا من قطن، القطن ألطف بالميت، ويروى بالفتح.
(لقوله : «البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم»). (والأنثى تكفن من خمسة أثواب من قطن إزار وخمار وقميص ولفافتين).
الإزار مثل المحرم ،وخمار لرأسها وقميص لها يلبس مثل الجلابية ثم تلف في لفافتين، هذا قول الجمهور، إنما الشيخ الألباني يقول الحديث فيها ضعيف، ويرد فيها كالرجل، فالقياس المرأة مستورة فيها مزيد الستر فلا بأس لو فعل ذلك. الأفضل أن يفعل ذلك مزيد من الستر.
(والصبي في ثوب واحد، ويباح في ثلاثة، والصغيرة في قميص ولفافتين.

4-اذكر حكم الصلاة على الميت والدليل على ذلك ؟

الصلاة على الميت فرض كفاية، إذا فعلها البعض سقط الإثم عن الباقين.
ودليلها: قوله  فيمن مات وعليه دين: «صَلُّوا على صاحبكم» وقوله  يوم موت النجاشي: «إن أخاً لكم قد مات، فقوموا، فصَلُّوا عليه».

5-اذكر شروط الصلاة على الميت واركانها وسننها ؟

- شروطها: وشروطها كالآتي: النية، والتكليف، واستقبال القبلة، وستر العورة، واجتناب النجاسة؛ لأنها من الصلوات، وحضور الميت بين يدي المصلي إن كان بالبلد، وإسلام المصلي والمصلَّى عليه، وطهارتهما ولو بتراب لعذر).
نفس شروط الصلاة العادية هي نفس شروط الصلاة، صلاة الجنازة.
(2- أركانها: وأركانها كالآتي:
القيام مِنْ قادر في فرضها؛ لأنها صلاة وجب القيام فيها كالمفروضة. هذا أول ركن القيام- والتكبيرات الأربع. «لأن النبي  كَبَّر على النجاشي أربعاً».
- وقراءة الفاتحة لعموم حديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن».
- رابع ركن: والصلاة على النبيِّ .
- والدعاء للميت؛ لقوله : «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء».
- السادس: السلام لعموم حديث «وتحليلها التسليم».
- والترتيب بين الأركان فلا يُقَدِّم ركناً على الآخر.
3- سننها: ومن سننها: رفع اليدين مع كل تكبيرة) وهذه مثل صلاة العيد الراجح لا يرفع لأن الحديث فيها ضعيف ، والأمر فيها يسير يعني الرفع وعدمه الخلاف فيها سائغ (والاستعاذة قبل القراءة، وأن يدعو لنفسه وللمسلمين، والإسرار بالقراءة).هذه من السنن.

6-اذكر وقت الصلاة على الميت وفضلها وكيفيتها ؟

وقتها: وقت الصلاة على الميت يبدأ بعد تغسيله، وتكفينه، وتجهيزه، إن كان حاضراً، أو بلوغ خبر وفاته إن كان غائباً).هذه الصلاة على الغائب الجمهور يجوزوا الصلاة على الغائب وبعض أهل العلم منعها مطلقا وبعضهم وضع لها شروط، والمذهب الحنابلة جائزة مطلقا.
- فضلها: قال : «من شهد الجنازة حتى يُصَلَّى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين».
إتباع الجنازة له حالات:
1-يصلي عليها، هذه أول حالة، 2-يشهدها، هذه ثانية ويتبعها حتى تدفن هذه ثالثة حالة، الأفضل من كل هذا، يقف بعد أن تدفن يدعو لها، لقول النبي : «ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل»، فبعد دفنها يستحب للمرء أن يستقبل القبلة ويدعوا في سره لأنه لم يثبت عن النبي  أنه كان يدعوا والناس تؤمن، طيب لو فرضنا أن واحد دعا والناس أمنت هل هذا من الخطأ أو من المبالغة، الأفضل تركها وإن فعلها جائز، الشيخ ابن عثيميين له فتوى في جواز ذلك، الأمر فيها أمر واسع يعني، بعض الإخوة يشددوا ولكن الأفضل هو الدعاء في السر، لأن هذا هو ما ورد عن النبي .
- كيفيتها: يقوم الإمام والمنفرد عند رأس الرجل، ووسط المرأة, لو كان الميت رجل الإمام يقف عند رأس الرجل، ولو كانت امرأة يقف عند وسط المرأة.
(لثبوت ذلك من فعله  فيما رواه عنه أنس  حديث صحيح، ثم يكبر للإحرام، ويتعوذ بعد التكبير، ثم يسمي، ثم يقرأ الفاتحة سراً، ولو كان ذلك بالليل، ثم يكبر ويصلي على النبي  كما يصلي في التشهد، ثم يكِّبر، ويدعو للميت بالدعاء الوارد عن النبي  ومنه قوله : «اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأَحْيِه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّه على الإيمان، اللهم اغفر له، وارحمه وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونَقِّهِ من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه-) هذا للرجل، المرأة لا تقول زوجا خير من زوجها، لأن هي زوجها من كان في الدنيا وزوجا خير من زوجه هذا لو كان رجل-، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو عذاب النار». وإن كان الميت صغيراً قال: «اللهم اجعله سلفاً لوالديه، وفرطاً، وأجراً») الآثار هذه يا أخواني تحفظ لأن هذا أفضل ما تدعوا به الميت ،(ثم يكبر، ويقف بعدها قليلاً. وإن دعا بما تيسر فحسن كأن يقول: «اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده». ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه، وإن سلم تسليمتين فلا بأس به). الأفضل أن يسلم تسليمة واحدة عن اليمين (ومن فاته بعض الصلاة دخل مع الإمام، وإذا سلم قضى ما فاته على صفته)
(ومن فاتته الصلاة قبل الدفن فله أن يصلي على القبر) أحيانا بعض الناس تأتي متأخر فلما يدفن يجمع له مجموعة ويصلوا عليه مرة أخرى على القبر (لأن النبي  فعل ذلك في قصة المرأة التي كانت تَقُمُّ المسجد) امرأة لم نعرف اسمها ولم نعرف صفتها امرأة كانت تقم المسجد كل ما تجد المسجد فيه قمامة أو فيه بعض القاذورات كانت تدخل و وتنظفه وتمشي، فالصحابة يعرفونها، ذات يوم دخل النبي  يوما فلم يجدها فسأل عنها، قالوا: أنها ماتت، فالنبي  قال: «هل آذنتموني» يعني هل أعلمتموني أنها ماتت فذهب النبي  فصلى على قبرها، هذا دليل على أن تنظيف المساجد من أفضل الأعمال، أم سعد لما ماتت كما في بعض الآثار أن النبي  بعد شهر صلى عليها ،(ويصلى على الغائب عن البلد عند العلم بوفاته ولو بشهر أو أكثر. ويصلى على السقط إذا تم له أربعة أشهر فأكثر، وإن كان أقل من ذلك فلا يصلى عليه)

7-اذكر حكم حمل الجنازة والسير بها والدليل على ذلك ؟

يسن إتباع الجنازة وتشييعها إلى القبر، لقوله : «من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين»
وينبغي للمسلم إذا علم بوفاة أحد من المسلمين أن يخرج لحمل جنازته والصلاة عليه ودفنه؛ لقوله : «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز...». ويتأكد ذلك إذا لم يخرج أحد في جنازته. ولا بأس بحملها في سيارة أو على دابة، ولاسيما إذا كانت المقبرة بعيدة، وعلى التابع لها المشاركة في الحمل.)أحيانا بعض الناس يتحرج من أنه يضعها في السيارة ويسير كالنصارى مثلا أو غيره ، لكن إن كان فيه حاجة لذلك ، إن كانت المقبرة بعيدة أو غير ذلك من الحاجات ، فيجوز له أن يحملها في سيارة أو على دابة ، والناس تسير خلفها أو أمامها( كما يسنُّ الإسراع في المشي بها أثناء حملها لقوله : «أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»، لكن لا يكون إسراعاً شديداً، بل دون الخَبَبِ كما اختاره بعض العلماء.) الخبب الإسراع في المشي ، تقارب الخطى ، مثل الرمل في الطواف ، أن يخب خبا ، وهنا ينصح بألا يكون إسراعا شديدا بحيث يؤذي الناس ، و يؤذي الميت ، أحيانا الميت يسرع إسراعا شديدا الحامل له ، فيقع من على الجنازة ، أو إسراعا شديدا الناس تجري خلف الجنازة وفيهم العجائز ، فيسرع إسراعا ليس شديدا ، لكنه أقرب ما يكون من الخبب .
(وعلى الحاملين للجنازة السكينة والوقار، وعدم رفع الصوت، لا بقراءة ولا بغيرها) يسن في متبع الجنازة ألا يتكلم ، بعض الناس يتبعوا الجنازة بمظاهرة وبعضهم بجنازة عسكرية ، للأسف الشديد تجد الجنازة تمشي وخلفها فرقة عسكرية موسيقية بتشيع الجنازة ، والمفروض من يموت من العسكريين يوصي بألا تُتبع جنازة بهذه الأشياء المحرمة ، طبعا الموسيقى محرمة بدون جدال ، لأن الحديث صحيح في البخاري أن النبي  قال : « سيأتي قوم من هذه الأمة يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف » ولولا قول النبي  قوم من هذه الأمة يستحلون لكانت حُرمت بالإجماع ، فالذي يقول لك إن الموسيقى حلال ابتسم في وجهه وقل صدق النبي  ، أنت الذي بشر فيك النبي  أنك ستحل المعازف ، فالمعازف من المحرمات لا ينفع تتبع الجنازة ، بعض الناس يأتي خلف الجنازة فيجد الناس لا تتكلم ، فيقول : وحدوه ، هذا أيضًا من الأمور التي لا ينبغي للمسلم أن يفعلها خلف الجنازة ، خلف الجنازة لا تتبع بصوت ولا نار كما قال النبي  .
(وعلى الحاملين للجنازة السكينة والوقار، وعدم رفع الصوت، لا بقراءة ولا بغيرها؛ لأنه لم يثبت عن النبي  شيء في ذلك، ومن فعله فقد خالف السنة.ولا يجوز للنساء الخروج مع الجنازة؛ لحديث أم عطية: «نهينا عن اتباع الجنائز») .

8-اذكر كيفية دفن الميت وصفه القبر وما يسن فيه ؟

(ويسن أن يعمق القبر، وأن يوسع، وأن يُلْحَدَ له فيه، وهو: أن يحفر في قاع القبر حفرة في جانبه إلى جهة القبلة، فإن تعذر اللحد فلا بأس بالشق، وهو: أن يحفر للميت في وسط القبر، لكن اللحد أفضل، لقوله : «اللحد لنا، والشق لغيرنا») .
اللحد والشق صفتين من صفات القبر ، اللحد ستحفر في الأرض رأسيا لمتر ونصف تقريبا ، كما قال النبي  أعمق القبر حتى يصل إلى صدر الحافر ، يعني تقريبا متر ونصف ، وبعد الحفر رأسيا ، يدخل في قاع القبر يحفر للداخل أفقيا ، مثل الدرج ، هذا يسمى اللحد ، وبعد ذلك يضع الميت في المكان الذي حفره ، ثم يقفل عليه بالطوب اللبن ، يحكم غلقه ، ثم يهيل التراب على الجزء الفارغ .
والشق : يحفر متر ونصف ولكن بدلا من أن يدخل أفقيا بعد ذلك ، ينزل رأسي ، يضيق المسافة بعض الشيء وينزل رأسيا أكثر ، ويضعها في هذه المنطقة ، ويسد عليه الطوب أو بغطاء ويهيل عليه التراب ... الشق رأسي واللحد أفقي ..
نفترض مثلا القبر متر في مترين ونصف هذا طوله في عرضه ، يحفر متر ونصف بهذا الحجم ، أول ما يصل إلى متر ونصف يضيق بدلا من متر في مترين ونصف ، يجعلها خمسين في مترين ، فتضيق الحفرة ، فيضعه في هذه المنطقة الضيقة ، ويسد عليه في أرضية القبر بغطاء بحيث يهيل عليه التراب بعد ذلك ، ويكون الميت تحت في هذا الشق .
قول النبي  : « اللحد لنا والشق لغيرنا » ، يعني الأفضل هو اللحد .
(ويوضع الميت في لحده على شقه الأيمن مستقبل القبلة، وتسد فتحة اللحد باللبن والطين، ثم يهال عليه التراب، ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر مسنماً -أي على هيئة السنام) ليست مسطحة ، مقوسة ، والسنام هو ما على ظهر الجمل (- لثبوت ذلك في صفة قبر النبي  وصاحبيه ، ليعلم أنه قبر فلا يهان، ولا بأس بوضع أحجار أو غيرها على أطرافه لبيان حدوده ومعرفته) أحيانا يأتوا بأحجار صغيرة ويضعوها ليعرف حدود القبر ( ويحرم البناء على القبور وتجصيصها والجلوس عليها) التجصيص من الجص ، والجص الجير ، يعني تبيضها ، لأن النبي  كان عنده الدهان الذي يدهنون به الجير ، فالبياض يحرم تبيضها أو تجيرها أو غير ذلك ( كما يكره الكتابة عليها، إلا بقدر الحاجة للإعلام) يحرم الكتابة على القبور إلا للإعلام ، يعني لأعرف هذا القبر أكتب عليه فلان أو أعلمه بعلامة فقط ، إنما كتابة فخرية فلان بن فلان الذي عمل في الشيء الفلاني للتفاخر هذا منهي عنه ، لكن للتعليم جائز ، فالأولى على الإنسان ألا يكتب على القبر ، إلى أن يحدث فيه مشكلة بحيث لا يتعرف على القبر ، فيضع ورقة أو يضع شيء يعرفه بدون تفاخر (لحديث جابر - س - قال: «نهى النبي  أن يُجَصَّص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه».)أي نوع من البناء حتى لو بناء أربع جدران مثل الذي يحصل الآن ، يعني قبر له بناء ، هذا أيضًا محرم ، لحديث جابر - س - قال: «نهى النبي  أن يُجَصَّص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه». زاد الترمذي: «وأن يكتب عليها».

9-اذكر فائدة التعزية وحكمها وكيفيتها ؟

والتعزية: هي تسلية المصاب وتقويته على تحمل مصيبته، فتذكر له الأدعية والأذكار الواردة في فضيلة الصبر والاحتساب.
وتشرع تعزية أهل الميت بما يخفف عنهم من مصابهم، ويحملهم على الرضا والصبر، بما ثبت عنه  إن كان يعلمه، ويستحضره، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض، ولا يخالف الشرع. فعن أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي  فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً لها في الموت، فقال رسول الله : «ارجع إليها فأخبرها: أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمُرْها فلتصبر، ولتحتسب» وهذا من أحسن الألفاظ الواردة في التعزية. ) يعني الإنسان يحفظ هذا الدعاء ويدعو به عند التعزية (وينبغي عند العزاء تجنُّب بعض الأمور التي انتشرت بين الناس، وليس لها أصل في الشرع، منها: )
هذه بدع في الجنائز والتعزية مهمة جدا
( 1- الاجتماع للتعزية في مكان خاص بجلب الكراسي والإضاءة والقراء. )
(2- عمل الطعام خلال أيام العزاء من قبل أهل الميت لضيافة الواردين للعزاء. لحديث جرير البجلي - س - قال: (كنا نعدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة).
(3- تكرار التعزية، فبعض الناس يذهب إلى أهل الميت أكثر من مرة ويعزيهم، والأصل أن تكون التعزية مرة واحدة، ولكن إذا كان القصد من تكرارها التذكير والأمر بالصبر، والرضا بقضاء الله وقدره، فلا بأس.)

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
جنى الجومان

» سؤال وجواب الفقه الميسر (14)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (21)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (22)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (16)
» سؤال وجواب الفقه الميسر (23)